وقال علي وعبد الله :﴿ فوسطن به جمعاً ﴾ : أي الإبل، وجمعاً اسم للمزدلفة، وليس بجمع من الناس.
وقال بشر بن أبي حازم :
فوسطن جمعهم وأفلت حاجب...
تحت العجاجة في الغبار الأقتم
وقيل : الضمير في به معاً يعود على العدو الدال عليه ﴿ والعاديات ﴾ أيضاً.
وقيل : يعود على المكان الذي يقتضيه المعنى، وإن لم يجر له ذكر، لدلالة والعاديات وما بعدها عليه.
وقيل : المراد بالنقع هنا الصياح، والظاهر أن المقسم به هو جنس العاديات، وليست أل فيه للعهد، والمقسم عليه :﴿ إن الإنسان لربه لكنود ﴾.
وفي الحديث :" الكنود يأكل وحده ويمنع رفده ويضرب عبده " وقال ابن عباس والحسن : هو الجحود لنعمة الله تعالى.
وعن الحسن أيضاً : هو اللائم لربه، يعد السيئات وينسى الحسنات.
وقال الفضيل : هو الذي تنسيه سيئة واحدة حسنات كثيرة، ويعامل الله على عقد عوض.
وقال عطاء : هو الذي لا يغطى في النائبات مع قومه.
وقيل : البخيل.
وقال ابن قتيبة : أرض كنود : لا تنبت شيئاً.
والظاهر عود الضمير في ﴿ وإنه ﴾ على ذلك ﴿ لشهيد ﴾، أي يشهد على كنوده، ولا يقدر أن يجحده لظهور أمره، وقاله الحسن ومحمد بن كعب.
وقال ابن عباس وقتادة : هو عائد على الله تعالى، أي وربه شاهد عليه، وهو على سبيل الوعيد.
وقال التبريزي : هو عائد على الله تعالى، وربه شاهد عليه هو الأصح، لأن الضمير يجب عوده إلى أقرب المذكورين، ويكون ذلك كالوعيد والزجر عن المعاصي، انتهى.
ولا يترجح بالقرب إلا إذا تساويا من حيث المعنى.
والإنسان هنا هو المحدث عنه والمسند إليه الكنود.
وأيضاً فتناسق الضمائر لواحد مع صحة المعنى أولى من جعلهما لمختلفين، ولا سيما إذا توسط الضمير بين ضميرين عائدين على واحد.
﴿ وإنه ﴾ : أي وإن الإنسان، ﴿ لحب الخير ﴾ : أي المال، ﴿ لشديد ﴾ : أي قوي في حبه.
وقيل : لبخيل بالمال ضابط له، ويقال للبخيل : شديد ومتشدد.
وقال طرفة :


الصفحة التالية
Icon