وقال ملا حويش :
تفسير سورة العاديات
١٤ - ١٠٠
نزلت بمكة بعد العصر، وهي إحدى عشره آية وأربعون كلمة، ومائة وثلاثون حرفا، لا يوجد سورة مبدوءة أو مختومة بما بدئت وختمت به، لا ناسخ ولا منسوخ فيها.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
قال تعالى "وَالْعادِياتِ) الخيل الغازية في سبيل اللّه تعدو عدوا سريعا وتضبح عند جريها "ضَبْحاً ١" هو صوت أجوافها قال ابن عباس ليس شيء يضبح سوى الفرس والكلب وأصل العاديات بالواو أي العادوات لأن فعلها واوي فقلب ياء لانكسار ما قبلها وضبحا مفعول مطلق وهو أنفاس الخيل عند العدو وقال علي كرم اللّه وجهه الضّبح من الخيل
الحمحمة وفي الإبل التنفس قال عنترة :
والخيل تكدح حين تضبح في حياض الموت ضبحا
"فَالْمُورِياتِ" الخيل التي توري النار بسبب اصطدام حوافرها في الأرض الصلبة تقدح "قَدْحاً ٢" يقال قدح فأورى إذا أخرج النار، وقدح فأصلد إذا لم يخرجها "فَالْمُغِيراتِ" الخيل التي تغير بفرسانها بسرعة إلى مجابهة العدو "صُبْحاً ٣" لأن الناس في غفلة عن الاستعداد وكانوا يمدحون هذه الحالة وقيل فيها :
قومي الذين صبحوا الصباحا يوم النخيل غادة ملحاحا
وقال تعالى :(فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ) الآية ١٧٧ من سورة الصافّات في ج ٢ "فَأَثَرْنَ" هيجن تلك الخيل المغيرة "بِهِ" بحوافرها الموريات في الصباح الذي أغارت فيه "نَقْعاً ٤" غبارا علا المكان الذي مرزن فيه قال ابن رواحة :
عدمت خيلنا ان لم تروها تثير النقع من كتفي كداء
وقد حقق اللّه قوله يوم الفتح حيث دخلوها من كداء "فَوَسَطْنَ بِهِ" بذلك النقع الناشئ عن الاغارة "جَمْعاً ٥" أي صرن بعدوهن وسط الجمع من الأعداء.
وقد أقسم اللّه بخيل الغزاة أتى هذا وصفها تنبيها لما فيها من المنافع الدينية والدنيوية.