الأجر والغنيمة وأظهار الكلمة وإذلال الأعداء وتعظيما لشأن الغزاة وحثا لهم على الاقدام وعلى أقتناء الخيل ولهذا وردت أحاديث كثيرة في فضل رباطها منها قوله صلّى اللّه عليه وسلم الخيل معقود بنواصيها الخير إلى يوم القيامة وقال تعالى :(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) الآية ٦ من الأنفال في ج ٣ وسيأتي ما ورد فيها عند تفسيرها إن شاء اللّه وجواب القسم قوله "إِنَّ الْإِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ٦" كفور لنعمة ربه والكند الجحد قال :
كنود لنعماء الرجال ومن يكن كنود لنعماء الرجال بعيد
مطلب في وصف خيل الغزاة :
وقال الفضيل بن عياض : الكنود الذي أنسته الخصلة الواحدة من الإساءة الخصال الكثيرة من الإحسان، وضده الشكور...
"وَإِنَّهُ" أي ذلك الإنسان الشامل لافراده لا يختص
به واحد دون آخر "عَلى ذلِكَ" الحال "لَشَهِيدٌ ٧" لأنه لم يظهر أثر أنعام اللّه عليه فقد كفرها فيكون لسان حاله شاهدا عليه دون لسان قاله وأعاد بعض المفسرين الضمير إلى اللّه أي أن اللّه تعالى شاهد على جحوده، والأول أولى يؤيده قوله جل قوله "وَإِنَّهُ" أي جنس الإنسان قولا واحدا "لِحُبِّ الْخَيْرِ" المال، وأتى بهذا المعنى هنا، وفي قوله تعالى (إِنْ تَرَكَ خَيْراً) الآية ١٨١ من البقرة في ج ٣ أي مالا كثيرا ولا يجوز عود الضمير هنا إلى اللّه إذ لا يجوز أن يوصف بقوله "لَشَدِيدٌ ٨" بخيل ممسك لاستحالته عليه تعالى ولأن الضمير راجع إلى الجاحد في الجملة الاولى وهنا أيضا وأن اتساق الضمائر وعدم تفككها اولى عند الإمكان كما هنا، وجاء بكلام العرب شديد بمعنى بخيل ومن قول طرفة :
أرى الموت يعتام الكرام ويصطفى عقيلة مال الفاحش المتشدد