من لطائف الإمام القشيرى فى السورة الكريمة
قال عليه الرحمة :
سورة العاديات
قوله جل ذكره :( بسم الله الرحمن الرحيم )
" بسم الله " كلمة غيور لا يصلح لذكرها إلا لسان مصون، عن اللغو والغيبة، ولا يصلح لمعرفتها إلا قلب محروس عن الغفلة والغيبة، ولا يصلح لمحبتها إلا روح محفوظة عن العلاقة والحجبة.
قوله جلّ ذكره :﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً ﴾.
﴿ وَالْعَادِيَاتِ ﴾ : الخيلُ التي تعدو.
﴿ ضَبْحاً ﴾ أي إِذا ضَبحن ضبحاً، والضبحُ : هو صوتُ أجوافها إِذا عَدَوْنَ.
ويقال : ضبحُها هو شِدةُ نَفسِها عند العَدْوِ.
وقيل :﴿ وَالْعَادِيَاتِ ﴾ ؛ الإبل.
وقيل : أقسم الله بأفراسِ الغزاة.
﴿ فَالْمُورِيَاتِ قَدْحاً ﴾.
تورى بحوافرها النار إِذا عَدَتْ وأصابَتْ سنابِكُها الحجارة بالليل.
ويقال : الذين يورون النار بعد انصرافهم من الحرب.
ويقال : هي الأسِنَّة.
﴿ فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً ﴾.
تُغِير على العدوِّ صباحاً.
﴿ فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً ﴾.
أي : هَيَّجْنَ به غباراً.
﴿ فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً ﴾.
أي : تَوَسَّطْنَ المكان، أي : تتوسط الخيل بفوارسها جَمْعَ العَدُوِّ.
﴿ إنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ ﴾.
هذا هو جوابُ القَسَمِ.
﴿ لَكَنُودٌ ﴾ : أي لكَفُور بالنعمة.
﴿ وَإِنَّهُ عَلَى ذَالِكَ لَشَهِيدٌ ﴾.
أي : وإنه على كنوزه لشهيد.
﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾.
أي : وإنه لبخيلٌ لأجل حُبِّ المال.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِى الْقُبُورِ ﴾.
أي : بُعِثَ الموتى.
﴿ وَحُصِّلَ مَا فِى الصُّدُورِ ﴾.
بُيِّنَ ما في القلوب من الخير والشرِّ.
﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرُ ﴾.
أفلا يعلم أن اللَّهَ يُجازيهم - ذلك اليومَ - على ما أسلفوا، ثم قال عَلَى الاستئناف :﴿ إِنَّ رَبَّهُم يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرُ ﴾.