[ آل عمران : ٩٧ ].
القول الثاني : قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والضحاك وعطاء وأكثر المحققين : أنه الخيل، وروى ذلك مرفوعاً.
قال الكلبي : بعث رسول الله ﷺ سرية إلى أناس من كنانة فمكث ما شاء الله أن يمكث لا يأتيه منهم خبر فتخوف عليها.
فنزل جبريل عليه السلام بخبر مسيرها، فإن جعلنا الألف واللام في :﴿والعاديات﴾ للمعهود السابق كان محل القسم خيل تلك السرية، وإن جعلناهما للجنس كان ذلك قسماً بكل خيل عدت في سبيل الله.
واعلم أن ألفاظ هذه الآيات تنادي أن المراد هو الخيل، وذلك لأن الضبح لا يكون إلا للفرس، واستعمال هذا اللفظ في الإبل يكون على سبيل الاستعارة، كما استعير المشافر والحافر للإنسان، والشفتان للمهر، والعدول من الحقيقة إلى المجاز بغير ضرورة لا يجوز، وأيضاً فالقدح يظهر بالحافر مالا يظهر بخف الإبل، وكذا قوله :﴿فالمغيرات صُبْحاً﴾ لأنه بالخيل أسهل منه بغيره، وقد روينا أنه ورد في بعض السرايا، وإذا كان كذلك فالأقرب أن السورة مدنية، لأن الإذن بالقتال كان بالمدينة، وهو الذي قاله الكلبي : إذا عرفت ذلك فههنا مسائل :
المسألة الأولى :


الصفحة التالية
Icon