رأَى صاحبي في العادياتِ نَجِيبةً...
وأمثالَها في الواضعاتِ القوامِسِ
ومن قال هي الإبل فقوله "ضبحا" بمعنى ضبعاً ؛ فالحاء عنده مبدلة من العين ؛ لأنه يقال : ضبعت الإبل وهو أن تمد أعناقها في السير.
وقال المبرد : الضبع مدّ أضباعها في السير.
والضبح أكثر ما يستعمل في الخيل.
والضبع في الإبل.
وقد تبدل الحاء من العين.
أبو صالح : الضبح من الخيل : الحمحمة، ومن الإبل التنفس.
وقال عطاء : ليس شيء من الدواب يَضْبَحُ إلا الفرس والثعلب والكلب ؛ وروي عن ابن عباس.
وقد تقدّم عن أهل اللغة أن العرب تقول : ضَبَح الثعلب ؛ وضبح في غير ذلك أيضاً.
قال تَوْبة :
ولو أَنَّ ليلَى الأخيلِية سَلَّمَتْ...
عَليَّ ودونِي تُرْبة وصفائِح
لَسَلَّمْتُ تسليمَ البشاشةِ أَو زَقَا...
إليها صَدًى من جانب القبرِ ضابحُ
زقا الصدى يزقو زُقاء : أي صاح.
وكل زاقٍ صائح.
والزَّقْية : الصيحة.
﴿ فالموريات قَدْحاً ﴾ قال عكرمة وعطاء والضحاك : هي الخيل حين تُورِي النار بحوافرها، وهي سنابكها ؛ وروي عن ابن عباس.
وعنه أيضاً : أورت بحوافرها غُباراً.
وهذا يخالف سائر ما روي عنه في قدح النار ؛ وإنما هذا في الإبل.
وروى ابن أبي نجيح عن مجاهد ﴿ والعاديات ضَبْحاً * فالموريات قَدْحاً ﴾ قال : قال ابن عباس : هو في القتال وهو في الحج.
ابن مسعود : هي الإبل تطأ الحصى، فتخرج منها النار.
وأصل القدْحِ الاستخراج ؛ ومنه قَدَحْت العين : إذا أخرجت منها الماء الفاسد.
واقتدحْت بالزند.
واقْتدَحْتُ المرق : غَرفته.
ورَكِيَّ قَدُوح : تغترف باليد.
والقَديح : ما يبقى في أسفل القِدر، فيغرف بَجهد.
والمِقدحة : ما تُقْدَح به النار.
والقدّاحة والقدّاح : الحجر الذي يُورِي النار.
يقال : وَرَى الزند ( بالفتح ) يَرِي وَرْياً : إذا خرجت ناره.
وفيه لغة أخرى : وَرِي الزند ( بالكسر ) يَرِي فيهما.
وقد مضى هذا في سورة "الواقعة".