وقال ملا حويش :
تفسير سورة القارعة
عدد ٣٠ - ١٠١
نزلت بمكة بعد قريش، وهي إحدى عشرة آية، وست وثلاثون كلمة، ومائة واثنان وخمسون حرفا، لا يوجد سورة مبدوءة ولا مختومة بما بدئت وختمت به، لا ناسخ ولا منسوخ فيها.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قال تعالى :"الْقارِعَةُ ١" كناية عن يوم القيامة وقد كررها تهويلا لما يقع فيها فقال "مَا الْقارِعَةُ ٢" أيها الناس شيء عظيم هي وكل قارعة مخوفة، دونها في الفظاعة ثم كررها ثالثا مع الاستفهام على سبيل التعظيم إيذانا بشدة أهوالها فقال "وَما أَدْراكَ" أيها الإنسان العاقل أي شيء أعلمك "مَا الْقارِعَةُ ٣" فإنك مهما بلغت من الإدراك لا تدري كنهها، وانك كيفما قد صورت وصورت فهي فوق ذلك لأنها تقرع القلوب بالفزع قرعا هائلا "يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ" فيه في مشيهم وتراصهم "كَالْفَراشِ" الحشرات التي تتهافت على الضياء والنار فإنها تترامى فوق بعضها لا تتجه إلى جهة واحدة مع أن القصد واحد لذلك وصفها اللّه بقوله "الْمَبْثُوثِ ٤" المتفرق شبه اللّه تعالى الخلائق في ذلك اليوم المهول بهذا النوع من الطير الصغير وتهافته على بعضه نحو الضياء لأنهم يوم يبعثون يتبعون صوت الداعي حيارى لا يعرفون أين يذهبون، يموج بعضهم في بعض من شدة الفزع الحاصل من شدة صوت الملك راجع تفسير الآية ٣٠٥ من سورة طه الآتية، فكما أن الفراش يظن أن في الضياء طريقا فيقصده ليمر به ويتهافت عليه فيتراكم بعضه على بعض فكذلك أهل الحشر حين يساقون إليه ولهذا شبههم به "وَتَكُونُ الْجِبالُ) الشامخات فيه أيضا "كَالْعِهْنِ" الصوف "الْمَنْفُوشِ" وقيل المصبوغ ألوانا مستدلا بقوله تعالى :


الصفحة التالية
Icon