قوله تعالى ﴿ الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ (٥) ﴾
مناسبة الآية لما قبلها
قال البقاعى :
( بسم الله ) الملك الأعلى ) الرحم، ( الذي عمت نعمة إيجاده وبيانه جميع الورى ( الرحيم ) الذي خص أهل حزبه بالتوفيق لما يجب ويرضى.
لما ختم العاديات بالبعث ذكر صيحته فقال :﴿القارعة﴾ أي الصيحة أو القيامة، سميت بها لأنها تقرع أسماع الناس وتدقها دقاً شديداً عظيماً مزعجاً بالأفزاع، والأجرام الكثيفة بالتشقق والانفطار، والأشياء الثابتة بالانتثار.
ولما كانت تفوق الوصف في عظم شأنها وجليل سلطانها، عبر عن ذلك وزاده عظماً بالإلهام والإظهار في موضع الإضمار مشيراً بالاستفهام إلى أنها مما يستحق السؤال عنه على وجه التعجيب والاستعظام فقال :﴿ما القارعة﴾ وأكد تعظيمها إعلاماً - بأنه مهما خطر ببالك من عظمها فهي أعظم منه فقال :﴿وما أدراك﴾ أي وأيّ شيء أعلمك وإن بالغت في التعرف، وأظهر موضع الإضمار لذلك فقال :﴿ما القارعة﴾ أي أنك لا تعرفها لأنك لم تعهد مثله.


الصفحة التالية
Icon