وعلى الوجه الثالث يكون في ﴿ هِيه ﴾ استخدام أيضاً كالوجه الأول.
والهاء التي لحقت ياء ( هِي ) هاءُ السكت، وهي هاء تُجلب لأجل تخفيف اللفظ عند الوقف عليه، فمنه تخفيف واجب تجلب له هاء السكت لزوماً، وبعضه حسن، وليس بلازم وذلك في كل اسم أو حرف بآخره حركة بناء دائمة مثل : هو، وهي، وكيف، وثم، وقد تقدم ذلك عند قوله تعالى :﴿ فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كِتابيه ﴾ في سورة الحاقة ( ١٩ ).
وجمهور القراء أثبتوا النطق بهذه الهاء في حالتي الوقف والوصل، وقرأ حمزة وخلف بإثبات الهاء في الوقف وحذفها في الوصل.
وجملة : نار حامية } بيان لجملة :﴿ وما أدراك ما هيه ﴾، والمعنى : هي نار حامية.
وهذا من حذف المسند إليه الذي اتّبع في حذفه استعمال أهل اللغة.
ووصف ﴿ نار ﴾ بـ ﴿ حامية ﴾ من قبيل التوكيد اللفظي لأن النار لا تخلو عن الحَمْي فوصفها به وصف بما هوَ من معنى لفظ ﴿ نار ﴾ فكانَ كذكر المرادف كقوله تعالى :﴿ نار اللَّه الموقدة ﴾ [ الهمزة : ٦ ]. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٣٠ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon