وقيل : معنى ﴿ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين ﴾ أي لو تعلمون اليوم في الدنيا، علم اليقين فيما أمامكم، مما وصفت :﴿ لَتَرَوُنَّ الجحيم ﴾ بعيون قلوبكم ؛ فإن علم اليقين يريك الجحيم بعين فؤادك ؛ وهو أن تَتَصَوَّر لك تارات القيامة، وقطع مسافاتها.
﴿ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليقين ﴾ : أي عند المعاينة بعين الرأس، فتراها يقيناً، لا تغيب عن عينك.
﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ : في موقف السؤال والعرض.
قوله تعالى :﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾
روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال :" خرج رسول الله ﷺ ذات يوم أو ليلة، فإذا هو بأبي بكر وعمر ؛ فقال :"ما أَخْرجَكما من بُيوتِكمَا هَذِه الساعةَ"؟ قالا : الجوع يا رسول الله.
قال :"وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما ؛ قُوما" فقاما معه ؛ فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت : مَرْحباً وأهْلاً.
فقال لها رسول الله ﷺ :"أين فلان"؟ قالت : يستعذِب لنا من الماء ؛ إذ جاء الأنصاريّ، فنظر إلى رسول الله ﷺ وصاحِبيهِ، ثم قال : الحمد لله! ما أحدٌ اليومَ أكرم أضيافاً مني.
قال : فانطلق، فجاءهم بِعِذْق فيه بُسْر وتمر ورُطَب، فقال : كلوا من هذه.


الصفحة التالية
Icon