وقال النخجواني :
[سورة التكاثر]
فاتحة سورة التكاثر
لا يخفى على من هداه اللّه إلى طريق المعرفة والإيمان وكشف لهم سبيل الكشف والعيان وأفاض عليه بلطفه سجال الفضل والإحسان أن الأموال والأولاد ومطلق المزخرفات الدنية الدنياوية ما هي الا أسباب التكاثر والتفاخر وعلل الاستكبار والخيلاء في النشأة الأولى وموجبات العوائق عن الوصول إلى روضة الرضا وجنة المأوى في النشأة الاخرى فلا بد لأرباب الارادة والولاء ان يتزهدوا عنها ولا يلتفتوا إليها مطلقا بل يتزودوا فيها للنشأة الاخرى بزاد التقوى فنعم الزاد التقوى والرضا بما جرى عليه القضاء لذلك خاطب سبحانه في هذه السورة اهل المفاخرة والمباهاة بتكاثر الأموال والأولاد وأوعدهم بما أوعدهم تسجيلا على ضلالهم وانحرافهم عن جادة العدالة الإلهية وصراط التوحيد فقال بعد التيمن بِسْمِ اللَّهِ المتجلى بكمالاته في الإنسان ليربيه على نشأة الايمان والعرفان الرَّحْمنِ عليه بأنواع اللطف والإحسان ليتوجه نحوه سبحانه في عموم الأحيان الرَّحِيمِ له يهديه إلى مرتبة الكشف والعيان
[الآيات ]
أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ : أى شغلتكم المفاخرة والمباهاة بكثرة الأموال والأولاد أيها المنهمكون في بحر الغفلة والضلال عن توحيد ربكم وطاعته وقد كنتم أنتم على هذا طول عمركم
حَتَّى زُرْتُمُ ولحقتم الْمَقابِرَ وصرتم فيها أمواتا أمثالهم وبالجملة ما صدر عنكم ما جبلتم لأجله طول دهركم حتى متم وخرجتم عنها بلا ترتب حكمة المعرفة ومصلحة الايمان قال سبحانه ردعا لهم وتهديدا
كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ان أمركم وشأنكم ما هذا التكاثر والتفاخر وستعلمون غدا ما يترتب عليه
ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ان الأمر ليس كذلك كرره تأكيدا ومبالغة في التهديد والوعيد وتهويلا للموعود ثم سجل عليهم


الصفحة التالية
Icon