وأخرج البيهقي في الدلائل عن أبي الهيثم بن التيهان " أن أبا بكر الصديق خرج فإذا هو بعمر جالساً في المسجد، فعمد نحوه فوقف فسلم، فرد عمر فقال له أبو بكر : ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال له عمر : بل أنت ما أخرجك هذه الساعة؟ قال أبو بكر : إني سألتك قبل أن تسألني. فقال عمر : أخرجني الجوع. فقال أبو بكر : وأنا أخرجني الذي أخرجك. فلبثا يتحدثان وطلع النبي ﷺ فعمد نحوهما حتى وقف عليهما فسلم فردا السلام فقال : ما أخرجكما هذه الساعة؟ فنظر كل واحد منهما إلى صاحبه ليس منهما واحد إلا وهو يريد أن يخبره صاحبه فقال أبو بكر : يا رسول الله خرج قبلي وخرجت بعده، فسألته ما أخرجك هذه الساعة فقال : بل أنت ما أخرجك هذه الساعة؟ فقلت : إني سألتك قبل أن تسألني فقال : بل أخرجني الجوع. فقلت له : أخرجني الذي أخرجك فقال له النبي ﷺ : وأنا فأخرجني الذي أخرجكما فقال لهما النبي ﷺ : تعلمان من أحد نضيفه؟ قالا : نعم أبو الهيثم بن التيهان له أعذق وجدي إن جئناه نجد عنده فضل تمر. فخرج النبي ﷺ وصاحباه حتى دخلوا الحائط، فسلم النبي ﷺ فسمعت أم الهيثم تسليمه، ففدت بالأب والأم، وأخرجت حلساً لها من شعر فجلسوا عليه، فقال النبي ﷺ : فأين أبو الهيثم فقالت : ذاك ذهب ليستعذب لنا من الماء. وطلع أبو الهيثم بالقربة على رقبته، فلما أن رأى وضح النبي ﷺ بين ظهراني النخل أسندها إلى جذع وأقبل يفدي بالأب والأم، فلما رآهم عرف الذي بهم فقال لأم الهيثم : هل أطعمت رسول الله ﷺ وصاحبيه شيئاً؟ فقالت : إنما جلس النبي ﷺ الساعة. قال : فما عندك؟ قالت : عندي حبات من شعير. قال : كركريها واعجني واخبزي إذ لم يكونوا يعرفون الخمير. قال : وأخذ الشفرة فرآه النبي ﷺ مولياً فقال : إياك وذات


الصفحة التالية
Icon