من لطائف الإمام القشيرى فى السورة الكريمة
قال عليه الرحمة :
سورة التكاثر
قوله جل ذكره :( بسم الله الرحمن الرحيم )
" بسم الله " اسم عزيز تقدس في آزاله عن كل مكان، ولم يحتج في آباده إلى زمان أو إلى مكان، لا يقطعه حد فأنى يجوز في وصفه المكان ؟ ولا يقطعه عد فأنى تجوز في زصفه الزيادة والنقصان ؟
قوله جلّ ذكره :﴿ ألَهَاكُمُ التَكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ ﴾.
أي : شَغَلَكم تَفَاخُرُكم فيما بينكم إلى آخر أعماركم إلى أَنْ مِتُّم.
ويقال : كانوا يفتخرون بآبائهم وأسلافهم ؛ فكانوا يشيدون بذكر الأحياء، وبمن مضى من أسلافهم.
فقال لهم : شَغَلكم تفاخركم فيما بينكم حتى عَدَدْتم أمواتكم أحيائِكم.
وأنساكم تكاثركم بالأموال والأولاد طاعةَ الله.
﴿ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾.
على جهة التهويل.
﴿ كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ ﴾.
أي : لو علمتم حقَّ اليقين لارتدعتم عمَّا أنتم فيه من التكذيب.
﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ﴾.
أراد جميعَ ما أعطاهم اللَّهُ من النعمة، وطالَبهم بالشكر عليها.
ومن النعيم الذي يُسَألُ عنه العبد تخفيفُ الشرائع ؛ والرُّخَصُ في العبادات.
ويقال : الماء الحار في الشتاء، الماء البارد في الصيف.
ويقال : منه الصحَّةُ في الجسد، والفراغ.
ويقال : الرضاءُ بالقضاء. ويقال : القناعة في المعيشة.
ويقال : هو المصطفى صلى الله عليه وسلم. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ٣ صـ ٧٦٢ ـ ٧٦٣﴾


الصفحة التالية
Icon