والقول الثاني : أنه عام في حق المؤمن والكافر واحتجوا بأحاديث، روى أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال :" أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة عن النعيم فيقال له : ألم نصحح لك جسمك ونروك من الماء البارد " وقال محمود بن لبيد : لما نزلت هذه السورة قالوا : يا رسول الله عن أبي نعيم : نسأل ؟ إنما هما الماء والتمر وسيوفنا على عواتقنا والعدو حاضر، فعن أي نعيم نسأل ؟ قال :" إن ذلك سيكون " وروي عن عمر أنه قال : أي نعيم نسأل عنه يا رسول الله وقد أخرجنا من ديارنا وأموالنا ؟ فقال ﷺ :" ظلال المساكن والأشجار والأخبية التي تقيكم من الحر والبرد والماء البارد في اليوم الحار " وقريب منه :" من أصبح آمناً في سربه معافى في بدنه وعنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " وروي أن شاباً أسلم في عهد رسول الله ﷺ فعلمه رسول الله سورة ألهاكم ثم زوجه رسول الله امرأة فلما دخل عليها ورآى الجهاز العظيم والنعيم الكثير خرج وقال : لا أريد ذلك فسأله النبي عليه الصلاة والسلام عنه فقال : ألست علمتني :﴿ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم﴾ وأنا لا أطيق الجواب عن ذلك.
وعن أنس لما نزلت الآية قام محتاج فقال : هل علي من النعمة شيء ؟ قال : الظل والنعلان والماء البارد.