وأشهر الأخبار في هذا ما روي أنه عليه الصلاة والسلام خرج ذات ليلة إلى المسجد، فلم يلبث أن جاء أبو بكر فقال : ما أخرجك يا أبا بكر ؟ قال : الجوع، قال : والله ما أخرجني إلا الذي أخرجك، ثم دخل عمر فقال : مثل ذلك، فقال : قوموا بنا إلى منزل أبي الهيثم، فدق رسول الله ﷺ الباب وسلم ثلاث مرات فلم يجب أحد فانصرف رسول الله ﷺ فخرجت امرأته تصيح كنا نسمع صوتك لكن أردنا أن تزيد من سلامك فقال لها : خيراً، ثم قالت : بأبي أنت وأمي إن أبا الهيثم خرج يستعذب لنا الماء، ثم عمدت إلى صاع من شعير فطحنته وخبزته ورجع أبو الهيثم فذبح عناقاً وأتاهم بالرطب فأكلوا وشربوا فقال عليه الصلاة والسلام :
" هذا من النعيم الذي تسألون عنه " وروى أيضاً :" لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع عن عمره وماله وشبابه وعمله " وعن معاذ عن النبي ﷺ :" أن العبد ليسأل يوم القيامة حتى عن كحل عينيه، وعن فتات الطينة بأصبعه، عن لمس ثوب أخيه " واعلم أن الأولى أن يقال : السؤال يعم المؤمن والكافر، لكن سؤال الكافر توبيخ لأنه ترك الشكر، وسؤال المؤمن سؤال تشريف لأنه شكر وأطاع.
المسألة الثانية :