" لمّا نزلت ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ قالت الصحابة : يا رسول اللّه وأي نعيم نحن فيه. وإنما نأكل في أنصاف بطوننا الشبع؟ فأوحى اللّه سبحانه إلى نبيّه : قل لهم :" أليس تحتذون النعال، وتشربون الماء البارد؟ فهذا من النعيم ".
وأخبرني ابن فنجويه قال حدّثنا أبو زرعة الرازي قال : حدّثنا أبو الحسن الأشناني القاضي قال : حدّثنا أحمد بن الحسن بن سعيد الخراز قال : حدّثني أبي قال : حدّثني محمد بن مروان عن أبان بن تغلب عن أنس بن مالك قال :" لما نزلت ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ جاء رجل محتاج فقال : يا رسول اللّه هل عليّ من النعمة شيء؟ قال :" نعم، النعلان، والظل، والماء البارد ".
وأخبرنا محمد بن محمد بن هانئ قال : حدّثنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد الرواساني قال : حدّثنا أبو سعيد الأشجّ قال : حدّثنا ابن نمير عن ابن جريج عن مجاهد ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ قال : عن كل لذّة من لذات الدنيا.
وأنبأني عبد اللّه بن حامد، قال : أخبرنا محمد بن الحسن قال : حدّثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى قال : حدّثنا يحيى بن يحيى قال : حدّثنا أبو عامر بن أُساف اليمامي عن يحيى وهو عبد لابن أبي كثير قال :" قرأ رسول اللّه ﷺ ﴿ أَلْهَاكُمُ التكاثر ﴾ على أصحابه فلمّا بلغ ﴿ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ قال :" هل تدرون ما ذاك النعيم؟ " قالوا : اللّه ورسوله أعلم. قال :" بيت يقلّك، وخرقة تواري عورتك، وكسرة تشدُ بها صلبك ما سوى ذلك نعيم ".


الصفحة التالية
Icon