﴿ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ اليقين ﴾ جواب لو محذوف تقديره لو تعلمون لازدجرتم واستعددتم للآخرة فينبغي الوقف على اليقين، ومعمول لو تعلمون محذوف أيضاً، وعلم اليقين مصدر، ومعنى علم اليقين : العلم الذي لا يشك فيه. قال بعضهم : هو من إضافة الشيء إلى نفسه كقولك : دار الآخرة وقال الزمخشري : معناه علم الأمور التي تتيقنونها بالمشاهدة ﴿ لَتَرَوُنَّ الجحيم ﴾ هذا جواب قسم محذوف، وهو تفسير لمفعول لو تعلمون تقديره : لو تعلمون عاقبة أمركم ثم فسرها بأنها رؤية الجحيم، والتفسير بعد الإبهام يدل على التهويل والتعظيم. والخطاب لجميع الناس فهو كقوله :﴿ وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا ﴾ [ مريم : ٧١ ] وقيل : للكفار خاصة، فالرؤية على هذا يراد بها الدخول فيها ﴿ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ اليقين ﴾ هذا تأكيد للرؤية المتقدمة وعطفه بثم للتهويل والتفخيم، والعين هنا من قولك : عين الشيء نفسه وذاته، أي لترونها الرؤية التي هي نفس اليقين ﴿ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النعيم ﴾ هذا إخبار بالسؤال في الآخرة عن نعيم الدنيا، فقيل : النعيم الأمن والصحة، وقيل : الطعام والشراب، وهذه أمثلة، والصواب العموم في كل ما يتلذذ به قال رسول الله ﷺ : بيت يُكنّك وخرقه تواريك وكسرة تشدّ قلبك وما سوى ذلك فهو نعيم، وقال ﷺ كل نعيم فمسؤول عنه إلا نعيم في سبيل الله، " وأكل ﷺ يوماً مع أصحابه رطباً وشربوا عليه ماء، فقال لهم : هذا من النعيم الذي تسألون عنه ". أ هـ ﴿التسهيل حـ ٤ صـ ٢١٦﴾


الصفحة التالية
Icon