فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الهمزة
ويل : أي خزى وعذاب، وهو لفظ يستعمل فى الذم والتقبيح والمراد به التنبيه على قبح ما سيذكر بعد من صفاتهم، والهمزة للمزة : الذي يطعن فى أعراض الناس ويظهر عيوبهم ويحقّر أعمالهم، تلذذا بالحط منهم وترفعا عنهم وأصل الهمز : الكسر يقال همز كذا : أي كسره، وأصل اللمز الطعن، يقال لمزه بالرمح : أي طعنه ثم شاع استعمالها فيما ذكرنا، قال زياد الأعجم :
إذا لقيتك عن شحط تكاشرنى وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه
وعن مجاهد وعطاء : الهمزة الذي يغتاب ويطعن فى وجه الرجل، واللمزة :
الذي يغتاب من خلفه إذا غاب، ومنه قول حسان :
همزتك فاختضعت بذلّ نفس بقافية تأجّج كالشواظ
عدّده : أي عده مرة بعد أخرى شغفا به، أخلده : أي ضمن له الخلود فى الدنيا، والنبذ : الطرح مع الإهانة والتحقير، والحطمة : من الحطم وهو الكسر، يقال رجل حطمة إذا كان شديدا لا يبقى على شىء.
وفى أمثالهم : شرّ الرّعاء الحطمة : أي الذي يحطم ما شيته ويكسرها بشدة سوقها قال :
قد لفّها الليل بسواق حطم ليس براعي إبل ولا غنم
ولا بجزّار على ظهر وضم
والمراد بها النار، لأنها تحطم العظام وتأكل اللحوم حتى تهجم على القلوب، تطّلع على الأفئدة : أي تعلو أوساط القلوب وتغشاها، مؤصدة : أي مطبقة من أوصدت الباب : أي أغلقته قال :
تحنّ إلى أجبال مكة ناقتى ومن دونها أبواب صنعاء موصده
والعمد : واحدها عمود، وممدّدة : أي مطولة من أول الباب إلى آخره. أ هـ ﴿تفسير المراغى حـ ٣٠ صـ ٢٣٧ ـ ٢٣٨﴾


الصفحة التالية
Icon