وقال الفراء :
سورة ( الهمزة )
﴿ ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾
قوله عز وجل :﴿ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ...﴾.
وإنما نزلت فى رجل واحد كان يهمز الناس، ويلمِزهم : يغتابهم ويعيبهم، وهذا جائز فى العربية أن تذكر الشىء العام وأنت تقصد قصد واحد من هذا وأنت قائل فى الكلام عند قول الرجل : لا أزورك أبدا، فتقول أنت : كل من لم يزرنى فلست بزائره، وأنت تريد الجواب، وتقصد قصده، وهى فى قراءة عبدالله :"وَيْلٌ لِلْهُمَزَةِ اللُّمَزَةِ".
﴿ الَّذِى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ ﴾
وقوله عز وجل :﴿الَّذِى جَمَعَ مَالاً...﴾.
ثقّل : جمّع. الأعمش وأبو جعفر المدنى، وخففها عاصم ونافع والحسن البصرى، واجتمعوا جميعا على ﴿وَعَدَّدَهُ﴾ بالتشديد، يريدون : أحصاه. وقرأها الحسن :"وعدَدَه" خفيفة فقال بعضهم فيمن خفف : جمَع مالا وأحصى عدده، مخففة يريد : عشيرته.
﴿ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴾
وقوله عز وجل :﴿يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ...﴾.
يريد : يخلده وأنت قائل للرجل : أتحسب أنّ مالك أنجاك من عذاب الله؟ ما أنجاك من عذابه إلاّ الطاعة، وأنت تعنى، ما ينجيك. ومن ذلك قولك للرجل يعمل الذنب الموُبق : دخل والله النار، والمعنى : وجبت له النار.
﴿ كَلاَّ لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ ﴾
وقوله عز وجل :﴿لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ...﴾.
قرأها العوام :"لَيُنْبَذَنَّ" على التوحيد، وقرأها الحسن البصرى وحده [/ب] "لَيُنْبَذَانِّ فى الحطمة" يريد : الرجل وماله، والحطمة، اسم من أسماء النار، كقوله : جهنم، وسقر، ولظى فلو ألقيت منها الألف واللام إِذ كانت اسما لم يَجرِ.
﴿ الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ ﴾
وقوله عز وجل :﴿تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ...﴾.
يقول : يبلغ ألمها الأفئدة، والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى واحد. العرب تقول : متى طلعتَ أرضنا، وطلعتُ أرضى، أى : بلغت.
﴿ إِنَّهَا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ ﴾