وقال ملا حويش :
تفسير سورة الهمزة عد ٣٢ - ١٠٤
نزلت بمكة بعد القيامة، وهي تسع آيات وثلاثون كلمة، ومائة وثلاثون حرفا، ويوجد سورة المطففين مبدوءة بما بدئت به فقط ولا يوجد سورة مختومة بما ختمت به، لا ناسخ ولا منسوخ فيها بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى "وَيْلٌ" هلاك وقبح وحسرة وندامة وذم وسخط، وأصله (وي لفلان) فكثر استعمالها فوصلت والويل جبل أو واد في جهنم "لِكُلِّ" ذي "هُمَزَةٍ" هي كالهزم الكسر بالعين أو بإحدى الجوارح "لُمَزَةٍ ١" هي كالهمز الطعن في عرض الناس وكل ما من شأنه أن يعيبهم بمواجهتهم أو بغيابهم وقيل الهمز يكون باللسان والرأس واللمز بالعين
والحاجب وعلى كل فكل إشارة أو لفظ ما من شأنه إفادة القدح في الناس أو ذمهم داخل في هذا.
قال الشاعر :
إذ لقيتك عن سخط تكاشرني وان تغيبت كنت الهامز اللمزا
ومنه : تشير فأدري ما تقول بطرفها وأطرق طرفي عند ذاك فتفهم
حواجبنا تقضي الحوائج بيننا فنحن سكوت والهوى يتكلم
وقدمنا في تفسير الآية ١١ من سورة القلم ما يتعلق بهذا وله صلة في الآية ١١ من سورة الحجرات في ج ٣.
قال أبو الجوزاء لابن عباس من هؤلاء الذين ذمهم اللّه بالويل قال المشاءون بالنميمة، المفرقون بين الاحبة، الناعتون الناس بالمعيب وتتناول كل من يعيب الناس بما يفعلونه جهرا أو بظهر الغيب أو ما يبطنونه ولذلك قال تعالى :