وقال مقاتل : نزلت في الوليد بن المغيرة وكان يغتاب النبي ﷺ ويطعن في وجهه.
وقال مجاهد وغيره : ليست بخاصّة لأحد، بل كل من كانت هذه صفته.
﴿ الذى جَمَعَ مَالاً ﴾ قرأ شيبة ونافع وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وأيّوب بتخفيف الميم، واختاره أبو حاتم، غيرهم بالتشديد واختاره أبو عبيد، واختلف فيه عن يعقوب.
﴿ وَعَدَّدَهُ ﴾ أحصاه وقال مقاتل : أستعدّه وذخره وجعله عتاداً له، وقرأ الحسن وعدده بالتخفيف وهو بعيد، وقد جاء مثل ذلك في الشعر لمّا أبرزوا التضعيف خفّفوه، قال الشاعر :
مهلا أعاذل قد جربت من خلقي | إني أجود الأقوام وإن ضننوا |
أخبرني بن فتحوية قال : حدّثنا خُنيس قال : حدّثنا أبو الهيثم بن الفضل قال : حدّثنا أبو زرعة قال : حدّثنا ابن السرح قال : أخبرنا ابن وهب قال : حدّثني حرملة بن عمر أنه سمع عمر ابن عبد اللّه مولى غفرة يقول : إذا سمعت اللّه سبحانه يقول :﴿ كَلاَّ ﴾ فإنما يقول : كذبت.
﴿ لَيُنبَذَنَّ ﴾ ليقذفنّ ويطرحنّ، وقرأ الحسن لينبذان بالألف على التثنية يريد هو وماله ﴿ فِي الحطمة ﴾ وهي النار سُمّيت بذلك ؛ لأنّها تحطم أي تكسر ﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحطمة * نَارُ الله الموقدة * التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة ﴾ يعني يبلغ ألمها ووجعها القلوب، والاطلاع والبلوغ قد يكونان بمعنى، وحكي عن بعض العرب سماعاً : متى طلعت أرضنا بمعنى بلغت، ومعنى الآية أنها تأكل شيئاً منه حتى تنتهي إلى فؤاده.