وقال ابن الجوزى :
﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) ﴾
قوله تعالى :﴿ ويل لكل هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ﴾ اختلفوا في الهُمَزَة واللُّمَزَة هل هما بمعنى واحد، أم مختلفان؟ على قولين.
أحدهما : أنهما مختلفان.
ثم فيهما سبعة أقوال.
أحدها : أن الهُمَزَة : المُغْتَاب، واللُّمَزَة : العيَّاب، قاله ابن عباس.
والثاني : أن الهُمَزَة : الذي يهمز الإنسان في وجهه.
واللُّمَزَة : يَِلْمِزُه إذا أدبر عنه، قاله الحسن، وعطاء، وأبو العالية.
والثالث : أن الهُمَزَة : الطعَّان في الناس، واللُّمَزَة : الطعَّان في أنساب الناس، قاله مجاهد.
والرابع : أن الهُمَزَة : بالعين، واللُّمَزَة : باللسان، قاله قتادة.
والخامس : أن الهُمَزَة : الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللُّمَزَة : الذي يَلْمِزهم بلسانه، قاله ابن زيد.
والسادس : أن الهُمَزَة : الذي يهمز بلسانه، واللُّمَزَة : الذي يلمز بعينه، قاله سفيان الثوري.
والسابع : أن الهُمَزَة : المغتاب، واللُّمَزَة : الطاعن على الإنسان في وجهه، قاله مقاتل.
والقول الثاني : أن الهُمَزَة : العَيَّاب الطعان، واللُّمَزَة مثله.
وأصل الهمز واللمز : الدفع، قاله ابن قتيبة، وكذلك قال الزجاج : الهُمَزَة اللُّمَزَة : الذي يغتاب الناس ويَغُضُّهم.
قال الشاعر :
إذا لَقِيتُكَ عَنْ كُرْهٍ تُكَاشِرُني...
وإن تَغَيَّبْتُ كُنْتَ الهَامِزَ اللُّمَزَهْ
قوله تعالى :﴿ الذي جمع مالاً ﴾ قرأ أبو جعفر، وابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وروح "جَمَّع" بالتشديد.
والباقون بالتخفيف.
قوله تعالى :﴿ وَعَدَّده ﴾ قرأ الجمهور بتشديد الدال.
وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي، والحسن، وابن يعمر بتخفيفها.
وللمفسرين في معنى الكلام قولان.
أحدهما : أحصى عَدَدَه، قاله السدي.
والثاني : أَعَدَّه لما يكفيه في السِّنين، قاله عكرمة.
قال الزجاج : من قرأ "عدَّده" بالتشديد، فمعناه : عدَّده للدهور.


الصفحة التالية
Icon