والهُمَزة : اسم وضِع للمبالغة في هذا المعنى ؛ كما يقال : سُخَرَةٌ وضُحكَة : للذي يَسخَر ويَضْحك بالناس.
وقرأ أبو جعفر محمد بن عليّ والأعرج "هُمْزَة لُمْزَة" بسكون الميم فيهما.
فإن صح ذلك عنهما، فهي في معنى المفعول، وهو الذي يتعرّض للناس حتى يَهْمِزوه ويضحكوا منه، ويحملهم على الاغتياب.
وقرأ عبد الله بن مسعود وأبو وائل والنخَعيّ والأعمش :"ويْلٌ لِلْهُمَزَةِ اللُّمَزَةِ".
وأصل الهمز : الكسر، والعَضّ على الشيء بعنف ؛ ومنه همز الحرف.
ويقال : همزت رأسه.
وهمزت الجوز بكفي كسرته.
وقيل لأعرابيّ : أتهمزون ( الفارة ) ؟ فقال : إنما تهمزها الهِرّة.
الذي في الصحاح : وقيل لأعرابي أتهمز الفارة؟ فقال السنور يهمزها.
والأوّل قاله الثعلبي، وهو يدل على أن الهِرّ يسمى الهمزة.
قال العجاج :
ومَنْ هَمَزْنَا رأسَهُ تَهَشَّما...
وقيل : أصل الهمز واللمز : الدفع والضرب.
لَمَزَهُ يَلْمِزه لَمْزاً : إذا ضربه ودفعه.
وكذلك هَمَزَهُ : أي دفعه وضربه.
قال الراجز :
ومَنْ هَمَزْنَا عِزَّهُ تَبَرْكَعا...
على استه زَوْبَعَةً أو زَوْبَعَا
البركعة : القيام على أربع.
وبركعهُ فتبركع ؛ أي صرعه فوقع على استه ؛ قاله في الصحاح.
والآية نزلت في الأخنس بن شَريق، فيما رَوى الضحاك عن ابن عباس.
وكان يَلْمز الناس ويعيبهم : مقبلين ومدبرين.
وقال ابن جُرَيج : في الوليد بن المغيرة، وكان يغتاب النبي ﷺ من ورائه، ويقدح فيه في وجهه.
وقيل : نزلت في أُبَيّ بن خَلَف.
وقيل : في جميل بن عامر الثقفيّ.
وقيل : إنها مرسلة على العموم من غير تخصيص ؛ وهو قول الأكثرين.
قال مجاهد : ليست بخاصة لأحد، بل لكل من كانت هذه صفته.
وقال الفرّاء : يجوز أن يذكر الشيء العام ويقصد به الخاصّ، قصدَ الواحد إذا قال : لا أزورك أبداً.
فتقول : من لم يزرني فلست بزائره ؛ يعني ذلك القائل.
الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢)