وعنه أيضاً بالنون "لَنَنْبِذَنَّهُ" على إخبار الله تعالى عن نفسه، وأنه يَنْبِذ صاحب المال.
وعنه أيضاً "لَيُنْبَذُنَّ" بضم الذال ؛ على أن المراد الهمزة واللمزة والمال وجامعه.
﴿ فِي الحطمة ﴾ وهي نار الله ؛ سُمّيت بذلك لأنها تكسر كل ما يُلْقى فيها وتحطمه وتَهْشمُه.
قال الراجز :
إِنا حَطَمْنا بالقَضيبِ مُصْعَبَا...
يَومَ كَسَرْنا أَنْفَه لِيغضبَا
وهي الطبقة السادسة من طبقات جهنم.
حكاه الماوردي عن الكلبي.
وحَكى القشيري عنه :"الحُطَمة" الدَّرَكة الثانية من درك النار.
وقال الضحاك : وهي الدرك الرابع.
ابن زيد : اسم من أسماء جهنم.
﴿ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الحطمة ﴾ على التعظيم لشأنها، والتفخيم لأمرها.
ثم فسرها ما هي فقال :﴿ نَارُ الله الموقدة ﴾ أي التي أُوقد عليها ألفَ عام، وألف عام، وأَلْف عام ؛ فهي غير خامدة، أعدّها الله للعصاة.
﴿ التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة ﴾ قال محمد بن كعب : تأكل النار جميع ما في أجسادهم، حتى إذا بلغت إلى الفؤاد، خُلِقوا خلقاً جديداً، فرجعت تأكلهم.
وكذا روى خالد بن أبي عمران عن النبيّ ﷺ :" أن النار تأكل أهلها، حتى إذا اطلعت على أفئدتهم انتهت، ثم إذا صَدَروا تعود، فذلك قوله تعالى :﴿ نَارُ الله الموقدة * التي تَطَّلِعُ عَلَى الأفئدة ﴾ " وخص الأفئدة لأن الألم إذا صار إلى الفؤاد مات صاحبه.
أي إنه في حال من يموت وهم لا يموتون ؛ كما قال الله تعالى :﴿ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يحيى ﴾ [ طه : ٧٤ ] فهم إذاً أحياء في معنى الأموات.
وقيل : معنى "تَطَّلِعُ على الأَفْئِدةِ" أي تعلم مقدار ما يستحقُّه كل واحد منهم من العذاب ؛ وذلك بما استبقاه الله تعالى من الأمارة الدالة عليه.
ويقال : اطَّلَع فلان على كذا : أي علمه.
وقد قال الله تعالى :﴿ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وتولى ﴾ [ المعارج : ١٧ ].