وقال أبو حيان :
سورة الهمزة
﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) ﴾
وتقدم الكلام في الهمزة في سورة ن، وفي اللمز في سورة براءة، وفعله من أبنية المبالغة، كنومة وعيبة وسحرة وضحكة، وقال زياد الأعجم :
تدلى بودّي إذا لاقيتني كذباً...
وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه
وقرأ الجمهور : بفتح الميم فيهما ؛ والباقون : بسكونها، وهو المسخرة الذي يأتي بالأضاحيك منه، ويشتم ويهمز ويلمز.
﴿ الذي ﴾ : بدل، أو نصب على الذم.
وقرأ الحسن وأبو جعفر وابن عامر والأخوان : جمع مشدد الميم ؛ وباقي السبعة : بالتخفيف، والجمهور :﴿ وعدده ﴾ بشد الدال الأولى : أي أحصاه وحافظ عليه.
وقيل : جعله عدة لطوارق الدهر ؛ والحسن والكلبي : بتخفيفهما، أي جمع المال وضبط عدده.
وقيل : وعدداً من عشيرته.
وقيل : وعدده على ترك الإدغام، كقوله :
إني أجود لأقوام وإن ضننوا...
﴿ أخلده ﴾ : أي أبقاه حياً، إذ به قوام حياته وحفظه مدّة عمره.
قال الزمخشري : أي طوّل المال أمله ومناه الأماني البعيدة، حتى أصبح لفرط غفلته وطول أمله يحسب أن المال تركه خالداً في الدنيا لا يموت.
قيل : وكان للأخنس أربعة آلاف دينار.
وقيل : عشرة آلاف دينار.
﴿ كلا ﴾ ردع له عن حسبانه.
وقرأ الجمهور :﴿ لينبذن ﴾ فيه ضمير الواحد ؛ وعليّ والحسن : بخلاف عنه ؛ وابن محيصن وحميد وهارون عن أبي عمرو : ولينبذان، بألف ضمير اثنين : الهمزة وماله.
وعن الحسن أيضاً : لينبذن بضم الذال، أي هو وأنصاره.
وعن أبي عمرو : لينبذنه.
وقرأ الجمهور :﴿ في الحطمة وما أدراك ما الحطمة ﴾ ؛ وزيد بن عليّ : في الحاطمة وما أدراك ما الحاطمة، وهي النار التي من شأنها أن تحطم كل ما يلقى فيها.
قال الضحاك : الحطمة : الدرك الرابع من النار.
وقال الكلبي : الطبقة السادسة من جهنم ؛ وحكى عنه القشيري أنها الدركة الثانية ؛ وعنه أيضاً : الباب الثاني.
وقال الواحدي : باب من أبواب جهنم، انتهى.