وقال الشوكانى :
﴿ وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ (١) ﴾
الويل : هو مرتفع على الابتداء، وسوّغ الابتداء به مع كونه نكرة كونه دعاء عليهم، وخبره :﴿ لّكُلّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ ﴾ والمعنى : خزي، أو عذاب، أو هلكة أو واد في جهنم لكل همزة لمزة.
قال أبو عبيدة، والزجاج : الهمزة اللمزة الذي يغتاب الناس، وعلى هذا هما بمعنى وقال أبو العالية، والحسن، ومجاهد، وعطاء بن أبي رباح : الهمزة الذي يغتاب الرجل في وجهه، واللمزة : الذي يغتابه من خلفه.
وقال قتادة عكس هذا.
وروي عن قتادة، ومجاهد أيضاً أن الهمزة : الذي يغتاب الناس في أنسابهم.
وروي عن مجاهد أيضاً أن الهمزة : الذي يهمز الناس بيده.
واللمزة الذي يلمزهم بلسانه.
وقال سفيان الثوري : يهمزهم بلسانه، ويلمزهم بعينه.
وقال ابن كيسان الهمزة : الذي يؤذي جلساءه بسوء اللفظ، واللمزة : الذي يكسر عينه على جليسه، ويشير بيده وبرأسه وبحاجبه، والأوّل أولى، ومنه قول زياد الأعجم :
تدلي بودّي إذا لاقيتني كذبا... وإن أغيب فأنت الهامز اللمزه
وقول الآخر :
إذا لقيتك عن سخط تكاشرني... وإن تغيبت كنت الهامز اللمزه
وأصل الهمز : الكسر.
يقال : همز رأسه كسره، ومنه قول العجاج :
ومن همزنا رأسه تهشما... وقيل : أصل الهمز واللمز : الضرب والدفع.
يقال : همزه يهمزه همزاً، ولمزه يلمزه لمزاً : إذا دفعه وضربه، ومنه قول الشاعر ؛
ومن همزنا عزه تبركعا... على أسته زوبعة أو زوبعا
البركعة : القيام على أربع.
يقال بركعه، فتبركع، أي : صرعه، فوقع على أسته.
كذا في الصحاح، وبناء فعلة يدلّ على الكثرة، ففيه دلالة على أنه يفعل ذلك كثيراً، وأنه قد صار ذلك عادة له، ومثله ضحكة ولعنة.
قرأ الجمهور :﴿ همزة لمزة ﴾ بضم أوّلهما، وفتح الميم فيهما.
وقرأ الباقر، والأعرج بسكون الميم فيهما.


الصفحة التالية
Icon