وقرأ أبو وائل، والنخعي، والأعمش :( ويل للهمزة اللمزة ) والآية تعمّ كلّ من كان متصفاً بذلك، ولا ينافيه نزولها عل سبب خاص، فإن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
﴿ الذى جَمَعَ مَالاً وَعَدَّدَهُ ﴾ الموصول بدل من كلّ، أو في محل نصب على الذمّ، وهذا أرجح ؛ لأن البدل يستلزم أن يكون المبدل منه في حكم الطرح، وإنما وصفه سبحانه بهذا الوصف ؛ لأنه يجري مجرى السبب، والعلة في الهمز واللمز، وهو إعجابه بما جمع من المال، وظنه أنه الفضل، فلأجل ذلك يستقصر غيره.
قرأ الجمهور :﴿ جمع ﴾ مخففاً.
وقرأ ابن عامر، وحمزة، والكسائي بالتشديد.
وقرأ الجمهور :﴿ وعدّده ﴾ بالتشديد.
وقرأ الحسن، والكلبي، ونصر بن عاصم، وأبو العالية بالتخفيف، والتشديد في الكلمتين يدلّ على التكثير وهو جمع الشيء بعد الشيء، وتعديده مرّة بعد أخرى.
قال الفراء : معنى :﴿ عدّده ﴾ أحصاه.
وقال الزجاج : وعدّده لنوائب الدّهور.
يقال : أعددت الشيء وعددته : إذا أمسكته.
قال السديّ : أحصى عدده.
وقال الضحاك : أعدّ ماله لمن يرثه.
وقيل : المعنى فاخر بكثرته وعدده، والمقصود ذمه على جمع المال، وإمساكه، وعدم إنفاقه في سبيل الخير.
وقيل : المعنى على قراءة التخفيف في " عدّده " : أنه جمع عشيرته وأقاربه.
قال المهدوي : من خفف " وعدّده "، فهو معطوف على المال، أي : وجمع عدده.
وجملة :﴿ يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ ﴾ مستأنفة : لتقرير ما قبلها، ويجوز أن تكون في محل نصب على الحال، أي : يعمل عمل من يظنّ أن ماله يتركه حياً مخلداً لا يموت.
وقال عكرمة : يحسب أن ماله يزيد في عمره، والإظهار في موضع الإضمار للتقريع والتوبيخ.
وقيل : هو تعريض بالعمل الصالح، وأنه الذي يخلد صاحبه في الحياة الأبدية لا المال.


الصفحة التالية
Icon