وروى إسرائيل، عن جابر بن أسباط قال : طيراً كأنها رجال الهند، جاءت من قبل البحر، تحمل الحجارة في مناقيرها وأظافيرها، أكبرها كمبارك الإبل، وأصغرها كرؤوس الإنسان ﴿ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مّن سِجّيلٍ ﴾ يعني : من طين خلط بالحجارة، ويقال : طين مطبوخ كما يطبخ الآجُرْ.
وذكر مقاتل، عن عكرمة قال : هي طير جاءت من قبل البحر، لها رؤوس كرؤوس السباع، لم تر قبل يومئذ ولا بعده، فجعلت ترميهم بالحجارة، فتجدر جلودهم.
وكان أول يوم رأى فيه الجدري.
ويقال : مكتوب في كل حجر اسم الرجل، واسم أبيه، ولا يصيب الرجل شيء، إلا نفذه فيها وقع على رأس رجل، إلا خرج من دبره، وما وقعت على جانبه، إلا خرجت من الجانب الآخر.
وقال وهب بن منبه ﴿ حِجَارَةً مّن سِجّيلٍ ﴾ قال بالفارسية سنك وكل يعني : حجارة وطين.
وروى موسى بن بشار عن عكرمة ﴿ حِجَارَةً مّن سِجّيلٍ ﴾ قال : سنك وكل.
ثم قال عز وجل :﴿ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ ﴾ يعني : كزرع بالٍ، فأخبر الله تعالى أنه سلط على الجبابرة أضعف خلقه، كما سلط على النمرود بعوضة، فأكلت من دماغه أربعين يوماً، فمات من ذلك. والله أعلم بالصواب. أ هـ ﴿بحر العلوم حـ ٣ صـ ٥٩٣ ـ ٥٩٧﴾


الصفحة التالية
Icon