وقال الآخرون : أبو يكسوم هو إبرهة بن الصباح. وقال الواقدي : كان إبرهة جدّ النجاشي الذي كان في زمن رسول اللّه ﷺ واختلفوا في تاريخ عام الفيل، فقال مقاتل : كان أمر الفيل قبل مولد رسول اللّه ( عليه السلام ) بأربعين سنة، وقال الكلبي وعبيد بن عمير : كان قبل مولد النبي ( عليه السلام ) بثلاث وعشرين سنة.
وروي أنّه كان في العام الذي ولد فيه رسول اللّه ( عليه السلام )، وعليه أكثر العلماء، يدل عليه ما أخبرنا أبو بكر الخورقي قال : أخبرنا أبو العباس الدعولي قال : أخبرنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال : حدّثنا إبراهيم بن المنذر الجراحي قال : حدّثنا عبد العزيز بن أبي ثابت قال : حدّثنا الزبير بن موسى عن أبي الحويرث قال : سمعت عبد الملك بن مروان يقول لقباث بن أشيم الكناني الليثي : يا قباث، أنت أكبر أم رسول اللّه؟ قال : رسول اللّه أكبر منّي، وأنا أسنّ منه، ولد رسول اللّه ﷺ عام الفيل، ووقفتْ بي أمّي على روث الفيل.
وقالت عائشة : رأيت قائد الفيل وسائسه بمكّة عميين مقعدين يستطعمان.
التفسير :
﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الفيل ﴾ قال مقاتل : كان معهم فيل واحد، وقال الضّحاك : كانت ثمانية، وإنّما وجد على هذا التأويل لوفاق رؤوس الآي، أو يقال : نسبهم إلى الفيل الأعظم واسمه محمود.
﴿ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ﴾ عما أرادوا من تخريب الكعبة : وقيل : في بطلان وأباطيل، وقال مقاتل : في خسار.
﴿ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ ﴾ من البحر ﴿ طَيْراً أَبَابِيلَ ﴾ كثيرة متفرقة، يتبع بعضها بعضاً.
قال عبد الرحمن بن ايزي : أقاطيع كالابل المقبلة. قال الأعشى :

طريق وجبار رواء أصوله عليه أبابيل من الطير تنعب
وقال امرؤ القيس :
تراهم إلى الداعي سراعاً كأنهم أبابيل طير تحت دجن مسخن
وقال آخر :


الصفحة التالية
Icon