وقال القاسمى :
سورة قريش

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

﴿ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاء وَالصَّيْفِ ﴾
قال ابن هشام : إيلاف قريش إلفُهم الخروجَ إلى الشام في تجارتهم. وكانت لهم خرجَتان : خرْجة في الشتاء وخرجة في الصيف. قال : أخبرني أبو زيد الأنصاري أن العرب تقول : ألفت الشيء إلفاً، وآلفته إيلافاً، في معنى واحد، وأنشدني لذي الرمة :
~من المُؤْلفات الرمْل إدماءُ حرةٌ شُعاعُ الضُّحى في لونها يتَوَضَّحُ
والإيلاف أيضاً أن يكون للإنسان ألف من الإبل أو البقر أو الغنم أو غير ذلك، ويقال : آلف فلان إيلافاً، قال الكميت بن زيد :
~بِعَامٍ يقول له المُؤْلِفُو ن هذا المُعيمُ لنا المُرْجِلُ
والمعيم العام الذي قل فيه اللبن. والإيلاف أيضاً أن يصير القوم ألفاً يقال : آلف القوم إيلافاً. قال الكميت :
~وآل مُزَيْقيَاءَ غداةَ لاقَوْا بني سعد بن ضَبَّةَ مُؤْلِفينا
والإيلاف أيضاً أن يُؤلف الشيء فيألفه ويلزمه، يقال : آلفته إياهُ إيلافاً. والإيلاف أيضاً أن تصيّر ما دون الألف ألفاً، يقال : آلفته إيلافاً. انتهى. ولورود الإيلاف بهذه المعاني، ظهر سر إبداله بالمقيد منه بعد إطلاقه، مع ما في الإبهام، ثم التفسير من التفخيم والتقرير. روى ابن جرير عن عكرمة قال : كانت قريش قد ألفوا بصرى واليمن، يختلفون إلى هذه في الشتاء وإلى تلك في الصيف. وعن ابن زيد قال : كانت لهم رحلتان : الصيف إلى الشام والشتاء إلى اليمن في التجارة، إذا كان الشتاء امتنع الشام منهم لمكان البرد. وكانت رحلتهم في الشتاء إلى اليمن.


الصفحة التالية
Icon