وقرأ الآخرون ( لإلاف قريش )، وقرأ عكرمة ( ليلاف قريش ) وثانيها : أن يكون هذا من قولك : لزمت موضع كذا وألزمنيه الله، كذا تقول : ألفت كذا، وألفنيه الله ويكون المعنى إثبات الألفة بالتدبير الذي فيه لطف ألف بنفسه إلفاً وآلفه غيره إيلافاً، والمعنى أن هذه الألفة إنما حصلت في قريش بتدبير الله وهو كقوله :﴿ولكن الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ﴾ [ الأنفال : ٦٣ ] وقال :﴿فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً﴾ [ آل عمران : ١٣ ] وقد تكون المسرة سبباً للمؤانسة والاتفاق، كما وقعت عند انهزام أصحاب الفيل لقريش، فيكون المصدر ههنا مضافاً إلى المفعول، ويكون المعنى لأجل أن يجعل الله قريشاً ملازمين لرحلتيهم وثالثها : أن يكون الإيلاف هو التهيئة والتجهيز وهو قول الفراء وابن الأعرابي فيكون المصدر على هذا القول مضافاً إلى الفاعل، والمعنى لتجهيز قريش رحلتيها حتى تتصلا ولا تنقطعا، وقرأ أبو جعفر ( ليلاف ) بغير همز فحذف همزة الإفعال حذفاً كلياً وهو كمذهبه في ﴿يستهزءون﴾ [ الأنعام : ٥ ] وقد مر تقريره.
المسألة الثالثة :


الصفحة التالية
Icon