هكذا في البلاد حي قريش | يأكلون البلاد أكلا كميشا |
ولهم آخر الزمان نبيٌّ | يُكثر القتل فيهمُ والخموشا |
يملأ الأرض خيله ورجالا | يحسرون المطيّ حسراً كشيشا |
ولا تتركنه ما حييت لمعظم | وكن رجلا ذا نجدة وعفافِ |
تذود العدا عن عصبة هاشمية | إلافهم في الناس خيرُ إلافِ |
وأمّا التفسير : فروى عكرمة وسعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كانوا يشتون بمكّة ويصيفون بالطائف، فأمرهم اللّه سبحانه أن يشتوا بالحرم ويعبدوا ربّ البيت.
وقال أبو صالح : كانت الشام فيها أرضٌ باردة وفيها أرض حارة، وكانوا يرتحلون في الشتاء إلى الحارة، وفي الصيف إلى الباردة وكانت لهم رحلتان كلّ عام للتجارة : أحدهما في الشتاء إلى اليمن ؛ لأنها أدفأ، والأُخرى في الصيف إلى الشام، وكان الحرم وادياً جدباً لا زرع فيه ولا ضرع، ولا ماء ولا شجر، وإنّما كانت قريش تعيش بها بتجارتهم ورحلتهم، وكانوا لا يُتعرض لهم بسوء.