وقيل : ليست بمتصلة ؛ لأن بين السورتين "بسم الله الرحمن الرحيم" وذلك دليل على انقضاء السورة وافتتاح الأخرى، وأن اللام متعلقة بقوله تعالى :"فلْيعبدوا" أي فليعبدوا هؤلاء ربَّ هذا البيت، لإيلافهم رحلة الشتاء والصيف للامتيار.
وكذا قال الخليل : ليست متصلة ؛ كأنه قال : ألَّف الله قريشاً إيلافاً فليعبدوا ربَّ هذا البيت.
وعمِل ما بعد الفاء فيما قبلها لأنها زائدة غير عاطفة ؛ كقولك : زيداً فاضرب.
وقيل : اللام في قوله تعالى :﴿ لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ ﴾ لام التعجب ؛ أي اعجبوا لإيلاف قريش ؛ قاله الكسائيّ والأخفش.
وقيل : بمعنى إلى.
وقرأ ابن عامر :"لإِئلافِ قريش" مهموزاً مختلساً بلا ياء.
وقرأ أبو جعفر والأعرج "لِيلاَف" بلا همز طلباً للخفة.
الباقون "لإيلاف" بالياء مهموزاً مشبعاً ؛ من آلَفْتُ أَولِفُ إيلافاً.
قال الشاعر :
المُنْعِمِين إذا النجوم تغيرتْ...
والظاعنين لرحلةِ الإِيلافِ
ويقال : أَلِفْتُه إلْفاً وإلافا.
وقرأ أبو جعفر أيضاً :"لإِلْفِ قُرَيش" وقد جمعهما من قال :
زَعَمْتُمْ أنّ إِخوتَكُمْ قُرَيْشٌ...
لهم إلف وليس لكم إلاف
قال الجوهريّ : وفلان قد ألِف هذا الموضعَ ( بالكسر ) يألفُه إلْفاً، وآلفه إياه غيره.
ويقال أيضاً : آلَفت الموضع أَولِفه إيلافاً.
وكذلك : آلفت الموضع أُولِفُه مُؤالفة وإلافاً ؛ فصار صورة أفعل وفاعل في الماضي واحدة.
وقرأ عِكرمة "لَيَأْلفْ" بفتح اللام على الأمر.
وكذلك هو في مصحف ابن مسعود.
وفتح لام الأمر لغة حكاها ابن مجاهد وغيره.
وكان عكرمة يعيب على من يقرأ "لإيلاف".
وقرأ بعض أهل مكة "إلاف قريش" واستشهد بقول أبي طالب يوصي أخاه أبا لهب برسول الله ﷺ :
فَلا تُتْركَنْه ما حيِيتَ لِمُعْظَمٍ...
وكنْ رجلاً ذا نَجْدةٍ وعَفافِ
تذود العِدا عن عُصْبة هاشميةٍ...
إلافُهم في الناس خيرُ إلاَفِ