فصل فى معانى السورة كاملة
قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الماعون
أرأيت : أي هل عرفت وعلمت والمراد بذلك تشويق السامع إلى تعرّف ما يذكر بعده مع تضمنه التعجب منه، كما تقول : أرأيت فلانا ماذا صنع، وأ رأيت فلانا كيف عرّض نفسه للمخاطر - أنت فى كل ذلك تريد بعث المخاطب على التعجب مما فعل، والدين : هو الخضوع لما وراء المحسوس من الشؤون الإلهية التي لا يمكن الإنسان أن يعرف حقيقتها، وإنما يجد آثارها فى الكون باعثة على الإذعان والتصديق، كوجود اللّه ووحدانيته، وبعثه الرسل مبشرين ومنذرين، والتصديق بحياة أخرى يعرض الناس فيها على ربهم للجزاء، يدعّ اليتيم : أي يدفعه ويزجره زجرا عنيفا كما جاء فى قوله :" يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا " يحض : أي يحث ويدعو الناس إلى ذلك، يراءون : أي يفعلون بقدر ما يرى الناس أنهم يفعلون ذلك من غير أن تستشعر قلوبهم خشية اللّه بها وحقيقة الرياء طلب ما فى الدنيا بالعبادة وطلب المنزلة فى قلوب الناس، ويكون فعل ذلك على ضروب (١) بتحسين السمت مع إرادة الجاه وثناء الناس.
(٢) بلبس الثياب القصار أو الخشنة ليأخذ بذلك هيبة الزهاد فى الدنيا.
(٣) بإظهار السخط على الدنيا، وإظهار التأسف على ما يفوته من فعل الخير.
(٤) بإظهار الصلاة والصدقة، أو بتحسين الصلاة لرؤية الناس له.
والماعون : ما جرت العادة بأن يسأله الفقير والغنى كالقدر والدلو والفأس.
وقال جار اللّه : ولا يكون الرجل مرائيا بإظهار العمل الصالح إن كان فريضة، فمن حق الفرائض الإعلان بها وتشهيرها
لقوله عليه الصلاة والسلام :" ولا غمّة فى فرائض اللّه "