والأخرى في المؤمنين المحافظين عليها، أي أن الصلاة هي المقياس والحد الفاصل. وعليه قوله ﷺ :" العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن ترك الصلاة فقد كفر ".
أما أثر الصلاة في الإسلام، وعلى الفرد والجماعة، فهي أعظم من أن تذكر.
وقد وجدنا بعض آثارها وهو المراءاة في العمل، أي ازدواج الشخصية والانعزال في منع الماعون، أي لا يمد يد العون ولو باليسير لمجتمعه الذي يعيش فيه، وقد جاءت نصوص صريحة في مهمة الصلاة عاجله وآجله.
ففي العاجل قوله تعالى :﴿ إِنَّ الصلاة تنهى عَنِ الفحشآء والمنكر ﴾ [ العنكبوت : ٤٥ ]، ومن الفحشاء : دع اليتيم وعد إطعام المسكين، وفي الدرجة الأولى.
ومنها : كل رذيلة. منكرة، فهي إذن سياج يصونه عن كل رذيلة. وهي عون على كل شديدة، كما قال تعالى :﴿ واستعينوا بالصبر والصلاة ﴾ [ البقرة : ٤٥ ]، فجعلها قرينة الصبر في التغلب على الصعاب، وهي في الآخرة نور، كما قال تعالى :﴿ يَوْمَ تَرَى المؤمنين والمؤمنات يسعى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم ﴾ [ الحديد : ١٢ ]، الآية، مع قوله ﷺ :" إن أمتي يأتون يوم القيامة غراً محجلين من أثر الوضوء ".
وقوله :﴿ وَيَمْنَعُونَ الماعون ﴾ [ الماعون : ٧ ]، قيل : في الماعون الزكاة لقلتها، والماعون : القليل، والماعون : المال في لغة قريش.
وقيل : هو ما يعين على أي عمل، ومنه الدلو والفأس والإبرة والقدر. ونحو ذلك.
وإذا كان السهو عن الصلاة يحمل على منع الماعون، فإن من يمنع الماعون وهو الآلة أو الإناء يقضي به الحاجة ثم يرد، كما هو بدون نقصان، فلأن يمنع الصدقة أو الزكاة من باب أولى.
ومن هنا : لم يكن المنافق ليزكي ماله ولا يتصدق على محتاج، بل ولا يقرض آخر قرضاً حسناً. ولذا نجد تفشي الربا في المنافقين أشد وأكثر.
وهنا يأتي مبحثان :
الأول منهما : حكم الرياء وما حده؟
والثاني : حكم العارية.