" فوائد لغوية وإعرابية فى السورة الكريمة "
قال السمين :
سورة أرأيت ( الماعون )
أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١)
قرأ الكسائي ﴿ أرَيْتَ ﴾ بسقوطِ الهمزةِ. وقد تقدَّم تحقيقُه في سورة الأنعام. وقال الزمخشري :" وليس بالاختيارِ ؛ لأنَّ حَذْفَها مختصٌّ بالمضارعِ، ولم يَصِحَّ عن العرب " رَيْتَ ". والذي سَهَّلَ مِنْ أمرِها وقوعُ حرفِ الاستفهامِ في أولِ الكلامِ ونحوُه :
٤٦٥٦ صاحِ هل رَيْتَ أو سَمِعْتَ براعٍ | رَدَّ في الضَّرْعِ ما قرى في العِلابِ |
فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (٢)
قوله :﴿ فَذَلِكَ ﴾ : فيه وجهان، أحدهما : أنَّ الفاءَ جوابُ ُشرطٍ مقدرٍ، أي : إن تأمَّلْتَه، أو إنْ طَلَبْتَ عِلْمَه فذلك. والثاني : أنَّها عاطفةٌ " فذلك " على " الذي يَكَذِّبُ " إمَّا عَطْفَ ذاتٍ على ذاتٍ، أو صفةٍ على صفةٍ. ويكونُ جوابُ أَرَأَيْتَ " محذوفاً لدلالةِ ما بعدَه عليه. كأنه قيل : أَخْبِرْني، وما تقولُ فيمَنْ يُكَذِّبُ بالجزاءِ وفيمَنْ يُؤْذِي اليتيمَ ولا يُطْعِمُ المسكينَ أنِعْمَ ما يصنعُ؟ فعلى الأولِ يكونُ اسمُ الإِشارةِ في محلِّ رَفْعٍ بالابتداءِ، والخبرُ الموصولُ بعده، وإمَّا على أنه خبرٌ لمبتدأ مضمرٍ، أي : فهو ذاك والموصولُ نعتُه. وعلى الثاني يكونُ منصوباً لِنَسَقِه على ما هو منصوبٌ.