لطيفة
قال العلامة مجد الدين الفيروزابادى :
( بصيرة فى الدون والدين )
يقال للقاصر عن الشئ : دُون.
وقال بعضهم : هو مقلوب من الدنوّ.
والأَدون الدّنئ.
وقوله تعالى :﴿لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ﴾ أَى ممّن لم تبلغ منزلتُه منزلتكم فى الدّيانة، وقيل فى القرابة.
وقوله تعالى :﴿وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذلك لِمَن يَشَآءُ﴾ أَى ما كان أَقلَّ من ذلك.
وقيل : ما سوى ذلك.
والمعنيان يتلازمان.
وقوله تعالى :﴿أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ الهيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ أَى غير الله، وقيل : معناه إِلهين متوسَّلاً بهما إِلى الله.
وقوله :﴿وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ﴾ أَى ليس لهم من يُواليهم من دون الله.
وقد يُغْرَى بلفظ دون فيقال : دونك كذا أَى تناوله.
وقال بعض أَئمة اللغة : دون نقيض فوق، ويكون ظرفاً، وبمعنى أَمَامَ ووراءَ وفوق، وبمعنى الشريف والخسيس، وبمعنى الأَمر وبمعنى الوعيد.
وقال بعضهم : الدُون : الحقير الخسيس، وقد دان وأُدِين.
أَمّا الدِّين فيقال للطَّاعة والجزاء واستعير للشريعة.
والدّين كالملة لكنه يقال اعتباراً بالطَّاعة والانقياد للشريعة.
وقوله تعالى :﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً﴾ أَى طاعة وقوله ﴿لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ﴾ حَثّ على اتِّباع دين النبىّ صلَّى الله عليه وسلَّم الَّذى هو أَوسط الأَديان وخيرها، كما قال :﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾ وقوله تعالى ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ﴾ قيل يعنى فى الطَّاعة، فإِنَّ ذلك لا يكون فى الحقيقة إِلاَّ بالإِخلاص، والإِخلاصُ لا يتأَتَّى فيه الإِكراه.
وقيل إِنَّ ذلك مختصّ بأَهل الكتاب الباذلين للجزية.
وقوله تعالى :﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ﴾ يعنى الإِسلام كقوله ﴿وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ﴾.