وقوله ﴿فَلَوْلاَ إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ﴾ أَى غير مَجْزيِين.
وقال بعضهم : الدِّين : الجزاءُ، دِنتُه دَيْناً ودِيناً، والإِسلام [وفد] دِنتُ
به، والعادة، قال :
*تقول إِذا دَرَأتُ لها وضِينى * أَهذا دينُه أَبداً ودينى*
والطاعة كالدينة فيهما بالهاءِ، والذّلّ، والداءُ، والحساب، والقهر والغلبة، والسّلطان والحكم، والتَّوحيد، واسم جميع ما يُتعبّد اللهّ به، والمِلَّة، والوَرَع، والمعصية، والإِكراه، ومن الأَمطار : ما تعاهد موضعاً فصار ذلك له عادة.
وفى الحديث "إن الدّين يسرٌ" وفيه "إِنَّ دين الله الحنيفية السّمحة" وقال "إِنَّ الدّين متين فأَوْغِل فيه برفق" ومن كلام العلماءِ كُلْ من كَدّ يمينيك.
ولا تأْكل بدِينك وقال الشاعر :
*عجبتُ لمبتاع الضَّلالة بالهدى * وللمشترى دنياه بالدّين أَعجب*
*وأَعجبُ من هذين مَن باع دينه * بدنياه سواه فهْو من ذين أَخيب*
والدّين ورد فى القرآن بمعنى التَّوحيد والشهادة ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ﴾ ﴿أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ﴾ ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ﴾ أَى التوحيد وله نظائر، وبمعنى الحساب والمناقشة ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ ﴿الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ ﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ أَى الحساب وله نظائر أَيضاً، وبمعنى حكم الشريعة ﴿وَلاَ تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾ أَى فى حكمه، وبمعنى الإِيالة والسّياسة ﴿فِي دِينِ الْمَلِكِ﴾ أَى فى سياسته، وبمعنى المِلَّة ﴿وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ﴾ أَى الملَّة المستقيمة، وبمعنى الإِسلام ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾. أ هـ ﴿بصائر ذوى التمييز حـ ٢ صـ ٦١٥ ـ ٦١٧﴾


الصفحة التالية
Icon