من لطائف الإمام القشيرى فى السورة الكريمة
قال عليه الرحمة :
سورة الماعون ( الدين )
قوله جل ذكره :( بسم الله الرحمن الرحيم )
" بسم الله " كلمة سماعها غذاء أرواح المحبين، ضياء أسرار الواجدين، شفاء قلوب المتبمين، بلاء مهج المساكين، دواء كل فقير مسكين.
قوله جلّ ذكره :﴿ أَرَءَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾.
نزلت الآية على جهة التوبيخ، والتعجُّبِ من شأن تظلُّم اليتيمِ من الكفار.
فقال :﴿ أَرَءَيْتَ الَّذِى يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ﴾، وبالحساب والجزاء؟
﴿ فَذَالِكَ الَّذِى يَدُعُّ الْيَتِيمَ ﴾.
يدفعه بجفوة، ويقال : يدفعه عن حقَّه.
﴿ وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينَ ﴾.
أي : لا يَحُثُّ على إطعام المسكين، وإنما يدعُّ اليتيم ؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى قد نزع الرحمةَ من قلبه " ولا تنزع الرحمة إلاَّ من قلبِ شقيٍّ ".
وهو لا يحث على طعام المسكين، لأنه في شُحِّ نَفْسِه وأَمْرِ بُخْلِه.
قوله جلّ ذكره :﴿ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ ﴾.
السَّاهي عن الصلاة الذي لا يُصَلِّي. ولم يقل : الذين هم في صلاتهم ساهون.. ولو قال ذلك لكان الأمرُ عظيماً.
﴿ الَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ ﴾ : أي يصلون ويفعلون ذلك على رؤية الناس - لا إخلاصَ لهم.
وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ (٧)
الماعون : مثل الماء، والنار، والكلأ، والفأس، والقِدْر وغير ذلك من آلةِ البيت.
ويدخل في هذا : البُخْلُ، والشُّحّث بما ينفع الخَلْقَ مما هو مُمْكِنٌ ومُسْتَطاع. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ٣ صـ ٧٧٣ ـ ٧٧٤﴾


الصفحة التالية
Icon