فصل


قال الفخر :
﴿ أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (١) ﴾
فيه مسائل :
المسألة الأولى :
قرأ بعضهم ( أريت ) بحذف الهمزة، قال الزجاج : وهذا ليس بالاختيار، لأن الهمزة إنما طرحت من المستقبل نحو يرى وأرى وترى، فأما رأيت فليس يصح عن العرب فيها ريت، ولكن حرف الاستفهام لما كان في أول الكلام سهل إلغاء الهمزة، ونظيره :
صاح هل ريت أو سمعت براع.. رد في الضرع ما قرى في العلاب
وقرأ ابن مسعود ( أرأيتك ) بزيادة حرف الخطاب كقوله :﴿أَرَءيْتَكَ هذا الذى كرمت على﴾ [ الإسراء : ٦٢ ].
المسألة الثانية :
قوله :﴿أَرَأَيْتَ﴾ معناه هل عرفت الذي يكذب بالجزاء من هو، فإن لم تعرفه : فهوالذى يَدُعُّ اليتيم.
واعلم أن هذا اللفظ وإن كان في صورة الاستفهام، لكن الغرض بمثله المبالغة في التعجب كقولك : أرأيت فلاناً ماذا ارتكب ولماذا عرض نفسه ؟ ثم قيل : إنه خطاب للرسول ﷺ، وقيل : بل خطاب لكل عاقل أي أرأيت يا عاقل هذا الذي يكذب بالدين بعد ظهور دلائله ووضوح تبيانه أيفعل ذلك لا لغرض، فكيف يليق بالعاقل جر العقوبة الأبدية إلى نفسه من غير غرض أو لأجل الدنيا، فكيف يليق بالعاقل أن يبيع الكثير الباقي بالقليل الفاني.
المسألة الثالثة :


الصفحة التالية
Icon