قال الشيخ رحمه الله : قلت : ولا أظن أبا العالية أراد السهو النادر، وإنما أراد السهو الدائم، وذلك ينبئنا عن التفات القلب عن احترام الصلاة، فيتوجَّه الذمُّ إلى ذلك لا إلى السهو.
وفي "الماعون" ستة أقوال.
أحدها : أنه الإبرة، والماء، والنار، والفأس، وما يكون في البيت من هذا النحو، رواه أبو هريرة عن النبي ﷺ، وإلى نحوه ذهب ابن مسعود وابن عباس في رواية.
وروى عنه أبو صالح أنه قال : الماعون : المعروف كلُّه حتى ذَكَرَ القِدر، والقصعة، والفأس.
وقال عكرمة : ليس الويل لمن منع هذا، إنما الويل لمن جمعهن، فراءى في صلاته، وسها عنها.
ومنع هذا.
قال الزجاج : والماعون في الجاهلية : كل ما كان فيه منفعة كالفأس، والقدر، والدلو، والقداحة، ونحو ذلك، وفي الإسلام أيضاً.
والثاني : أنه الزكاة، قاله علي، وابن يعمر، والحسن، وعكرمة، وقتادة.
والثالث : أنه الطاعة، قاله ابن عباس في رواية.
والرابع : المال، قاله سعيد بن المسيب، والزهري.
والخامس : المعروف، قاله محمد بن كعب.
والسادس : الماء ذكره الفراء عن بعض العرب قال : وأنشدني :
يمج صَبِيرُهُ الماعونَ صَبَّاً...
والصبير : السحاب. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٩ صـ ٢٤٣ ـ ٢٤٦﴾