قال :"فإنّه نَهرٌ وَعَدنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَ، عليه خَيرٌ كَثِير هُو حَوْضٌ تَرِد عَلَيْهِ أمّتي يَوْمَ القيامة آنِيَتُهُ عَددُ النُّجُوم، فيُخْتلَجُ العبدُ منهمْ فأقولُ إنَّهُ من أمّتي، فيقال إنك لا تَدْرِي ما أَحْدَثَ بَعْدَكَ" ".
والأخبار في حوضه في الموقف كثيرة، ذكرناها في كتاب "التذكرة".
وأن على أركانه الأربعة خُلفَاءَه الأربعة ؛ رضوان الله عليهم.
وأنَّ من أبغض واحداً منهم لم يسقِه الآخر، وذكرنا هُناكَ من يُطْرَد عنه.
فمن أراد الوقوف على ذلك تأمله هناك.
ثم يجوز أن يسمى ذلك النهر أو الحوض كوثراً، لكثرة الواردة والشاربة من أمّة محمد عليه السلام هناك.
ويسمى به لما فيه من الخير الكثير والماء الكثير.
الثالث : أن الكوثَر النبوّةُ والكتابُ ؛ قاله عكرمة.
الرابع : القرآن ؛ قاله الحسن.
الخامس : الإسلام ؛ حكاه المغيرة.
السادس : تيسير القرآن وتخفيف الشرائع ؛ قاله الحسين بن الفضل.
السابع : هو كثرة الأصحاب والأمة والأشياع ؛ قاله أبو بكر بن عياش ويمان بن رِئاب.
الثامن : أنه الإيثار ؛ قاله ابن كَيْسان.
التاسع : أنه رِفعة الذكر.
حكاه الماورديّ.
العاشر : أنه نور في قلبك دلك عليّ، وقطعك عما سوايَ.
وعنه : هو الشفاعة ؛ وهو الحادي عشر.
وقيل : معجزات الربّ هُدِيَ بها أهلُ الإجابة لدعوتك ؛ حكاه الثعلبيّ، وهو الثاني عشر.
الثالث عشر : قال هلال بن يساف : هو لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وقيل : الفقه في الدين.
وقيل : الصلوات الخمس ؛ وهما الرابع عشر والخامس عشر.
وقال ابن إسحاق : هو العظيم من الأمر ؛ وذكر بيت لبِيد :
وصاحب مَلْحوبٍ فُجِعْنا بفقدِهِ...
وعِندَ الرَّداعِ بيت آخرَ كَوْثَر
أي عظيم.
قلت : أصح هذه الأقوال الأوّل والثاني ؛ لأنه ثابت عن النبيّ ﷺ نص في الكوثر.