ورُوِي عن ابن عباس أيضاً.
وروي عن عليّ أيضاً : أن يرفع يديه في التكبير إلى نحره.
وكذا قال جعفر بن عليّ :﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر ﴾ قال : يرفع يديه أوّلَ ما يُكَبِّر للإحرام إلى النحر.
وعن عليّ رضي الله عنه قال : لما نزلت ﴿ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر ﴾ " قال النبيّ ﷺ لجبريل :"ما هذه النحِيرة التي أمرني الله بها"؟ قال :"ليست بنحيرة، ولكنه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة، أن ترفع يديكَ إذا كَبَّرت، وإذا رفعت رأسك من الركوع، وإذا سجدت، فإنها صلاتنا وصلاة الملائكة الذين هم في السموات السبع، وإن لكل شيء زينة، وإن زينة الصلاة رفع اليدين عند كل تكبيرة" " وعن أبي صالح عن ابن عباس قال : استَقْبِل القبلة بنحرك ؛ وقاله الفرّاء والكلبيّ وأبو الأحوص.
ومنه قول الشاعر :
أبا حكم ما أَنْتَ عَمُّ مُجالِدٍ...
وسَيِّدُ أهلِ الأَبطَحِ المُتَناحِرِ
أي المتقابل.
قال الفرّاء : سمعت بعض العرب يقول : منازلنا تتناحر ؛ أي نتقابل، نحر هذا بنحر هذا ؛ أي قُبالتِه.
وقال ابن الأعرابيّ : هو انتصاب الرجل في الصلاة بإزاء المِحراب ؛ من قولهم : منازلهم تتناحر ؛ أي تتقابل.
ورُوي عن عطاء قال : أمره أن يستوي بين السجدتين جالساً حتى يبدو نحره.
وقال سليمان التَّيمِيّ : يعني وارفع يدك بالدعاء إلى نحرك.
وقيل :"فَصلِّ" معناه : واعبد.
وقال محمد بن كعب القُرَظيّ :﴿ إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ الكوثر * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانحر ﴾ يقول : إن ناساً يصلون لغير الله، وينحرون لغير الله ؛ وقد أعطيناك الكوثر، فلا تكن صلاتك ولا نحرك إلا لله.


الصفحة التالية
Icon