وقال أبو حيان :
سورة الْكَوْثَرِ
﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) ﴾
وقرأ الجمهور :﴿ أعطيناك ﴾ بالعين ؛ والحسن وطلحة وابن محيصن والزعفراني : أنطيناك بالنون، وهي قراءة مروية عن رسول الله ( ﷺ ).
قال التبريزي : هي لغة للعرب العاربة من أولي قريش.
ومن كلامه ( ﷺ ) :" اليد العلياء المنطية واليد السفلى المنطاة " ومن كلامه أيضاً، عليه الصلاة والسلام :" وأنطوا النيحة " وقال الأعشى :
جيادك خير جياد الملوك...
تصان الحلال وتنطى السعيرا
قال أبو الفضل الرازي وأبو زكريا التبرزي : أبدل من العين نوناً ؛ فإن عنيا النون في هذه اللغة مكان العين في غيرها فحسن، وإن عنيا البدل الصناعي فليس كذلك، بل كل واحد من اللغتين أصل بنفسها لوجود تمام التصرّف من كل واحدة، فلا يقول الأصل العين، ثم أبدلت النون منها.
وذكر في التحرير : في الكوثر ستة وعشرين قولاً، والصحيح هو ما فسره به رسول الله ( ﷺ )، فقال :" هو نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدر والياقوت، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأبيض من الثلج " قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح.
وفي صحيح مسلم، واقتطعنا منه، قال :" أتدرون ما الكوثر؟ قلنا : الله ورسوله أعلم.
قال : نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم " انتهى.
قال ذلك عليه الصلاة والسلام عندما نزلت هذه السورة وقرأها.
وقال ابن عباس : الكوثر : الخير الكثير.
وقيل لابن جبير : إن ناساً يقولون : هو نهر في الجنة، فقال : هو من الخير الكثير.
وقال الحسن : الكوثر : القرآن.
وقال أبو بكر بن عباس ويمان بن وثاب : كثرة الأصحاب والأتباع.
وقال هلال بن يساف : هو التوحيد.
وقال جعفر الصادق : نور قلبه دله على الله تعالى وقطعه عما سواه.
وقال عكرمة : النبوّة.
وقال الحسن بن الفضل : تيسير القرآن وتخفيف الشرائع.