وقال ابن كيسان : الإيثار.
وينبغي حمل هذه الأقوال على التمثيل، لا أن الكوثر منحصر في واحد منها.
والكوثر فوعل من الكثرة، وهو المفرط الكثرة.
قيل لأعرابية رجع ابنها من السفر : بم آب ابنك؟ قالت : آب بكوثر.
وقال الشاعر :
وأنت كثير يا ابن مروان طيب...
وكان أبوك ابن العقائل كوثرا
﴿ فصل لربك وانحر ﴾ : الظاهر أن فصل أمر بالصلاة يدخل فيها المكتوبات والنوافل.
والنحر : نحر الهدى والنسك والضحايا، قاله الجمهور ؛ ولم يكن في ذلك الوقت جهاد فأمر بهذين.
قال أنس : كان ينحر يوم الأضحى قبل الصلاة، فأمر أن يصلي وينحر، وقاله قتادة.
وقال ابن جبير : نزلت وقت صلح الحديبية.
قيل له : صل وانحر الهدى، فعلى هذا الآية من المدني.
وفي قوله :﴿ لربك ﴾، تنذير بالكفار حيث كانت صلاتهم مكاء وتصدية، ونحرهم للأصنام.
وعن علي، رضي الله تعالىعنه : صل لربك وضع يمينك على شمالك عند نحرك في الصلاة.
وقيل : ارفع يديك في استفتاح صلاتك عند نحرك.
وعن عطية وعكرمة : هي صلاة الفجر بجمع، والنحر بمنى.
وقال الضحاك : استو بين السجدتين جالساً حتى يبدو نحرك.
وقال أبو الأحوص : استقبل القبلة بنحرك.
﴿ إن شانئك ﴾ : أي مبغضك، تقدم أنه العاصي بن وائل.
وقيل : أبو جهل.
وقال ابن عباس : لما مات إبراهيم ابن رسول الله ( ﷺ ) خرج أبو جهل إلى أصحابه فقال : بتر محمد، فأنزل الله تعالى :﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾.
وقال شمر بن عطية : هو عقبة بن أبي معيط.
وقال قتادة : الأبتر هنا يراد به الحقير الذليل.
وقرأ الجمهور :﴿ شانئك ﴾ بالألف ؛ وابن عباس : شينك بغير ألف.
فقيل : مقصور من شاني، كما قالوا : برر وبر في بارر وبار.
ويجوز أن يكون بناء على فعل، وهو مضاف للمفعول إن كان بمعنى الحال أو الاستقبال ؛ وإن كان بمعنى الماضي فتكون إضافته لا من نصب على مذهب البصريين.


الصفحة التالية
Icon