" كل حسب ونسب ينقطع إلا حسبي ونسبي " وإن دين الإسلام لا يزال يعلو ويزيد والكفر يعلى ويقهر إلى أن يبلغ الدين مشارق الأرض ومغاربهما كما قال ﴿ أو لم يروا إنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ﴾ [ الرعد : ٤١ ] قال بعض أهل العلم : إن الكفار لما شتموه بأنه أبتر أجاب الله عنه من غير واسطة فقال ﴿ إن شانئك هو الأبتر ﴾ وهكذا سنة الأحباب إذا سمعوا من يشتم حبيبهم تولوا بأنفسهم جوابه، ونظيره في القرآن كثير ﴿ قالوا هل ندلكم على رجل ينبئكم إذا مزقتم ﴾ [ سبأ : ٧ ] إلى قوله ﴿ أم به جنة ﴾ [ سبأ : ٨ ] فقال سبحانه ﴿ بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد ﴾ [ سبأ : ٨ ] وقالوا هو مجنون فأقسم الله ﴿ ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون ﴾ [ القلم : ١، ٢ ] وقالوا لست مرسلاً فقال ﴿ يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ﴾ [ يس : ا، ٣ ] ﴿ وقالوا أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ﴾ [ الصافات : ٣٦ ] فرد عليهم بقوله ﴿ بل جاء بالحق وصدق المرسلين ﴾ [ الصافات : ٣٦ ] ثم ذكر وعيد خصمائه بقوله ﴿ إنكم لذائقوا العذاب الأليم ﴾ [ الصافات : ٣٨ ] وحين قال حاكياً ﴿ أم يقولون شاعر ﴾ [ الطور : ٣٠ ] قال ﴿ وما علمناه الشعر ﴾ [ يس : ٦٩ ] وقالوا ﴿ إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون ﴾ [ الفرقان : ٤ ] فأجابهم بقوله ﴿ فقد جاؤا ظلماً وزوراًً ﴾ [ الفرقان : ٤ ] ﴿ وقالوا أساطير الأولين ﴾ [ الفرقان : ٥، ٦ ] فقال ﴿ قل أنزله الذي يعلم السر ﴾ [ الفرقان : ٥، ٦ ] ﴿ وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ﴾ [ الفرقان : ٧ ] فأجابهم بقوله ﴿ وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق ﴾ [ الفرقان : ٢٠ ] فما أجل هذه الكرامة! وقال أهل التحقيق السالكون : بل الواصلون لهم ثلاث درجات أعلاها أن يكونوا مستغرقين بقلوبهم وأرواحهم في نور جلال الله وأشار إليهما بقوله { إنا