وقال الثعالبى :
﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) ﴾
قال جماعة من الصحابة والتابعين :﴿ الكوثر ﴾ نَهْرٌ في الجنةِ حافَّتَاه قِبَابٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ مجوَّفٍ، وطينُه مِسْكٌ وحَصْبَاؤه يَاقُوتٌ، ونحوُ هذا مِنْ صفاتِه، وإنِ اختلفتْ ألْفَاظُ رُوَاتِه، وقال ابن عباس : الكَوثَرُ : الخَيْرُ الكَثِيرُ قال ابن جُبَيْرٍ : النَّهْرُ الذي في الجنةِ هُو من الخيرِ الذي أعْطَاه اللَّهُ إياه * ت * : وخَرَّجَ مسلمٌ عَنْ أنسٍ قَال :" بينَما رسولُ اللَّه ﷺ ذَاتَ يومٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ؛ إذْ أغفى إغْفَاءَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّماً، فَقَالَ : نَزَلَتْ عَلَيَّ آنِفاً سُورَةٌ، فَقَرَأَ :﴿ إِنَّا أعطيناك الكوثر ﴾ إلى آخِرِهَا، ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا الكَوْثَرُ؟ قُلْنَا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ : فَإنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ، هُو حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ القِيَامَةِ " الحديثُ، انتهى، وخَرَّج ابنُ ماجه من حديثِ ثَوْبَانَ عن النبي ﷺ قال :" أوَّلَ مَنْ يَرِدُ عَلى الحَوْضِ فُقَرَاءُ المُهَاجِرِينَ الدُّنْسُ ثِياباً الشُّعْثُ رُؤوساً، الَّذِينَ لاَ يَنْكِحُونَ المُتَنَعِّمَاتِ، وَلاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السُّدَدِ "، قال الراوي : فبكى عمرُ بن عبدِ العزيزِ حتى اخضل لِحْيَتُهُ، حِينَ بلغهُ الحديثُ، وقال : لاَ جَرَمَ، إنِّي لاَ أَغْسِلُ ثَوْبِي الَّذِي يَلِي جَسَدِي حتى يَتَّسِخَ، وَلاَ أَدْهِنُ رَأْسِي حتى يَشْعَثَ، وخَرَّجَه أبو عيسى الترمذيُّ عن ثَوْبَانَ عنِ النَّبيِّ ﷺ بمعناه، ونَقَلَ صاحبُ «التذكرة» عن أنس بن مالك قال : أَوَّلُ مَنْ يَرِدُ الحَوْضَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ الذَّابِلُونَ النَّاحِلُونَ السَّائِحُونَ الَّذِينَ إذَا أَجَنَّهُمُ اللَّيْلُ استقبلوه بِالحُزْنِ، انتهى من