وقال الشوكانى :
قرأ الجمهور :﴿ إنا أعطيناك ﴾
وقرأ الحسن، وابن محيصن، وطلحة، والزعفراني :( أنطيناك ) بالنون.
قيل : هي لغة العرب العاربة.
قال الأعشى :
حباؤك خير حبا الملوك... يصان الحلال وتنطى الحلولا
و﴿ الكوثر ﴾ فوعل من الكثرة وصف به للمبالغة في الكثرة، مثل النوفل من النفل، والجوهر من الجهر.
العرب تسمي كلّ شيء كثير في العدد، أو القدر، أو الخطر كوثراً، ومنه قول الشاعر :
وقد ثار نقع الموت حتى تكوثرا... فالمعنى على هذا : إنا أعطيناك يا محمد الخير الكثير البالغ في الكثرة إلى الغاية.
وذهب أكثر المفسرين، كما حكاه الواحدي إلى أن الكوثر نهر في الجنة.
وقيل : هو حوض النبيّ ﷺ في الموقف قاله عطاء.
وقال عكرمة : الكوثر النبوّة.
وقال الحسن : هو القرآن.
وقال الحسن بن الفضل : هو تفسير القرآن، وتخفيف الشرائع.
وقال أبو بكر بن عياش : هو كثرة الأصحاب والأمة.
وقال ابن كيسان : هو الإيثار.
وقيل هو الإسلام.
وقيل : رفعة الذكر.
وقيل : نور القلب.
وقيل : الشفاعة.
وقيل : المعجزات.
وقيل : إجابة الدعوة.
وقيل : لا إله إلاّ الله.
وقيل : الفقه في الدين.
وقيل : الصلوات الخمس، وسيأتي بيان ما هو الحق ﴿ فَصَلّ لِرَبّكَ ﴾ الفاء لترتيب ما بعدها على ما قبلها، والمراد الأمر له ﷺ بالدوام على إقامة الصلوات المفروضة.
﴿ وانحر ﴾ البدن التي هي خيار أموال العرب.
قال محمد بن كعب : إن ناساً كانوا يصلون لغير الله، وينحرون لغير الله، فأمر الله نبيه ﷺ أن تكون صلاته ونحره له.
وقال قتادة، وعطاء، وعكرمة : المراد صلاة العيد، ونحر الأضحية.
وقال سعيد بن جبير : صلّ لربك صلاة الصبح المفروضة بجمع.
وانحر البدن في منى.
وقيل : النحر وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة حذاء النحر قاله محمد بن كعب.
وقيل : هو أن يرفع يديه في الصلاة عند التكبيرة إلى حذاء نحره.


الصفحة التالية
Icon