" فوائد لغوية وإعرابية فى السورة الكريمة "
قال السمين :
سورة الكوثر
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)
قوله :﴿ أَعْطَيْنَاكَ ﴾ : قرأ الحسن وابنُ محيصن وطلحة والزعفراني " اَنْطَيْناك " قال الرازيُّ والتبريزيُ :" أبدلَ من العين نوناً، فإنْ عَنَيا البدلَ الصناعيَّ فليس بمُسَلَّمٍ ؛ لأنَّ كلاً من المادتَيْنِ مستقلةٌ بنفسِها بدليلِ كمال تَصْريفِهما، وإنْ عَنَيا بالبدلِ أنَّ هذه وقعَتْ موقعَ هذه لغةً فقريبٌ، ولا شك أنها لغةٌ ثابتةٌ. قال التبريزي :" هي لغةُ العربِ العاربةِ مِنْ أُوْلي قُرَيْشٍ " وفي الحديث عنه صلَّى الله عليه وسلَّم :" اليدُ العليا المُنْطِيَةُ، واليدُ السفلى المُنْطاة " وقال الشاعر - هو الأعشى- :

٤٦٥٨ جِيادُك خيرُ جيادِ الملُوك تُصان الجِلالَ وتُنْطِي الشَّعيرا
والكَوْثر : فَوْعَل من الكَثْرَةِ، وصفُ مبالغةٍ في المُفْرِطِ الكثرةِ. قال الشاعر :
٤٦٥٩ وأنت كثيرُ با بنَ مروانَ طَيِّبٌ وكان ابوكَ ابنَ العَقائلِ كَوْثَرا
وسُئِلَتْ أعرابيَّةٌ عن ابنها : بمَ آبَ ابْنُكِ؟ فقالت :" آب بكَوْثَرٍ " أي : بخيرٍ كثيرٍ.
فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢)
قوله :﴿ وانحر ﴾ : أمرٌ من النَّحْر وهو الإِبِلِ بمنزلة الذَّبْحِ في البقر والغنم. وقيل : اجعَلْ يديك عند نَحْرِك أو تحت نَحْرِك في الصلاة والشانِئُ : المُبْغِضُ. يُقال : شَنَأه يَشْنَؤُه، أي : أَبْغَضَه. وقد تقدَّم في المائدة.
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)


الصفحة التالية
Icon