وروى الترمذي عن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله ﷺ أعيذك بالله يا كعب بن عجرة من أمراء يكونون من بعدي فمن غشى أبوابهم فصدقهم في كذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ولا يرد على الحوض، ومنه غشى أبوابهم ولم يصدقهم في كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض، يا كعب بن عجرة : الصلاة برهان، والصبر جنة حصينة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، يا كعب بن عجرة إنه لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به. قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب. وخرجه أيضاً في كتاب الفتن وصححه.
وخرج الأوزاعي أبو عمر في مسنده قال : حدثني عمرو بن سعد قال : حدثني يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك أنه سمع النبي ﷺ يقول : حوضي ما بين أيلة إلى مكة، أباريقه كنجوم السماء أو كعدد نجوم نجوم السماء، له ميزابان من الجنة كلما نضب أمداه، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً، وسيأتيه قوم ذابلة شفاههم، لا يطمعون منه قطرة واحدة، من كذب به اليوم لم يصب منه الشرب يومئذ.
وخرج الترمذي الحكيم في نوادرالأصول من حديث عثمان بن مظعون، عن النبي ﷺ أنه قال في آخره : يا عثمان لا ترغب عن سنتي فمن رغب عن سنتي ثم مات قبل أن يتوب ضربت الملائكة وجهه عن حوضي يوم القيامة، وقد ذكرناه بكماله في آخر كتاب قمع الحرص بالزهد والقناعة.

باب ما جاء أن لكل نبي حوضاً



الصفحة التالية
Icon